الفرق بين إدارة الأعمال و الإدارة

الفرق بين إدارة الأعمال و الإدارة
(اخر تعديل 2023-06-21 05:16:40 )

 الفرق بين إدارة الأعمال و الإدارة العامة

تعريف الإدارة العامة


معنى الإدارة العامة : تتكــــــــــــون كلمــــــــــــة الإدارة العامــــــــــــة مــــــــــــن كلمتــــــــــــين الأولــى Administration وهــي فــي الأصــل كلمــة لاتينيــة تتكــون مــن جــزئين Ad+minister حيــث Ad بمعنــى To أمــا كلمــة Minster فبمعنـى Serve أي أن الكلمـة تعنـي To Serve والإدارة بـذلك تعنـي الخدمــة علــى أســاس أن مــن يعمــل بــالإدارة العامــة يقــوم علــى خدمــة الآخــرين أو أن يصــل عــن طريــق الإدارة إلــى أداء الخدمــة وهــذا هــو المعنى اللفظي لأصل الكلمة .

أما الكلمة الثانية فهي Public أي عامة أي أنها تخص عموم الشــعب والحكومــة طرفهــا الثــاني تمييــزاً لهــا عــن أنــواع الإدارة الأخــرى وأهمها الإدارة الخاصة “إدارة الأعمال”. ويلاحـظ أن الحكومـة هنـا تعنـي الوظيفـــة التنفيذيـــة فـــي الدولـــة. وبـــالرغم مـــن أن الإدارة العامـــة تـــرتبط بالحكومـة إلا أنهـا أشـمل مـن ذلـك حيـث تعنـي الإدارة العامـة مجموعـة الأشخاص والأجهزة القائمة تحت سلطة الحكومة لأداء المهام التالية :

١ – تنفيــذ مختلــف القــوانين واللــوائح التــي تخــتص بهــا أجهــزة الدولــة التنفيذية .

٢ – إشباع الحاجات الأساسية للمواطنين .

٣ – أداء الخدمات العامة بالجودة المطلوبة وبالتكلفة المناسبة .

أي أن الإدارة العامــة باختصــار تمثــل مجمــوع النشــاط والعمــل الحكومي الموجه نحو أداء الخدمات العامة والإنتاج الحكومي وذلك في ضوء المصلحة العامة للدولة ووفقاً لاحتياجات طالبي الخدمـة مـن أفـراد الشـعب وعلـى هـذا فخلاصـة العلـم هـو تقـديم خدمـة عامـة Public أي لجميع الناس .

إذن الإدارة العامة هي فرع من الموضوعات الأكثر شمولاً وهـو الإدارة. فــالإدارة نشــاط يتعلــق بتنفيــذ الأعمــال بواســطة الآخــرين. فــإذا كانت هذه الأعمال عامة أي تتعلـق بتنفيـذ السياسـة العامـة للدولـة أطلـق علـى الإدارة فــي هـذه الحالــة الإدارة العامـة. وبالتــالي فكلمـة عامــة هــي صـــفة تصـــف النشـــاط الإداري بأنـــه عـــام Public أي لجميـــع النـــاس والحكومة طرف.

والخلاصة: أن التعمق في تعريفات الإدارة العامة وتحليلها، لا يخـرج بنـا بعيـداً عـن هـذا المعنـى المبسـط لأن المصـطلح يوضـح نفسـه بنفسه !!

مقالة منفصلة تعريف الإدارة العامة وأهميتها ومجالاتها

الفرق بين إدارة الأعمال و الإدارة العامة :

بالنسبة للفرق بين الإدارة العامة وادارة الأعمال فهناك رأيان الأول يرى أن هناك اختلاف بين إدارة الأعمال والإدارة العامة بينما يرى الرأي الثاني أنه لا يوجد اختلاف بينهما

ولكــل رأي أســانيدهوشخصياَ انا اميل الى الــرأي الثــاني والــذي لا يفــرق بــين
الإدارة كنظـام سـواء فـي المنظمـات العامـة أو المنظمـات الخاصـة. كمـا
يؤيد ذلك Rainy وهو من أفضل الكتاب في مجال الإدارة العامة .

(There is no difference between the Public and Private
Sectors (Rainey, 1991: 11).
ونفس الكلام يتبناه علماء النظرية المواقفية للإدارة وهم يؤكـدون
أن أوجــه التشــابه أكبــر مــن أوجــه الاخــتلاف بــين المنظمــات العامــة
والمنظمات الخاصة

وهذا يعدينا الى طرق ومناهج دراسة الإدارة العامة

1- المنهج القانوني

2- المنهج الوصفي

3- المنهج السلوكي

4- المنهج التحليلي

5- منهج البيئة

6- منهج النماذج أو المنهج المقارن

7- المدخل الإداري للإدارة العامة

وقد تناولنا هذة الخصائص بالتفصيل فى مقالة سابقة بعنوان تعريف الإدارة العامة وأهميتها ومجالاتها ولكن فى هذة المقالة سوف نتطلع على المدخل الإداري للإدارة العامة بالتفصيل.

7- المدخل الإداري للإدارة العامة :

ويعتمـد المـدخل الإداري لـلإدارة العامـة علـى تقليـل الاختلافـات بــين المنظمــات العامــة والمنظمــات الخاصــة علــى اعتبــار أن المنظمــة العامـة هـي منظمـة خاصـة لكنهـا أكبـر وأضـحم وبالتـالي فلابـد أن تـدار بنفس أسلوب المنظمة الخاصة (نفـس المعـاني والمعـايير التـي تـدار بهـا المنظمات الخاصة) حتى تحقق المنظمات الحكومية الكفاءة في الأداء

وترجع جذور هذا المدخل إلـى بدايـة القـرن التاسـع عشـر عنـدما نادى كثير من المصلحين في الولايات المتحدة الأمريكية إلى تبنـي هـذا المدخل كوسيلة لتنظـيم وإدارة العمـل بعـد سلسـلة الفضـائح والفسـاد وعـدم الكفاءة التي سادت هذا العنصر ولقد أدى اختلاط السياسة بـالإدارة إلـى ظهــور فئــة مــن القــادة العســكريين الغيــر مناســبين Unfit لقيــادة الأمــة وأصبحت وظائف الدولة يحتلهـا أفسـد النوعيـات المرفوضـة مـن المجتمـع. (The Nation s Refuse Garbage (Rainey, 1991) ولقــد نــادى هــؤلاء المصــلحون بــأن العــلاج هــو إدارة المنظمــات الحكوميــة بــنفس المنطــق والأســلوب الــذي تــدار بــه المنظمــات الخاصــة.


و علــى هــذا فلابــد مــن فصــل الأمــور السياســية عــن أمــور الإدارة وأن يــتم اختيار المديرين في المنظمات العامة علـى أسـاس التميـز والكفـاءة Merit and Fitness بدلاً من الاعتبارات السياسية . ولقد تبلـور هـذا المـدخل أكثـر وأكثـر عنـدما جـاء Wilson عـام ١٨٨٠ ووضـع أسـس علـم الإدارة العامـة علـى أسـاس أن مجـال الإدارة يجــب أن يبعــد عــن السياســة وأن مشــاكل الإدارة العامــة هــي مشــاكل إداريـة وليسـت مشـاكل سياسـية بمعنـى آخـر أن الإدارة العامـة هـي أحـد مجـالات إدارة الأعمال

.Public Adminstration is a Field of Business .ويرى Wilson أيضاً أن دور الإدارة العامة ينحصر فى :

١- ما الذي تستطيع What الحكومة أن تؤديه بنجاح .

٢- كيف How ستؤدي الحكومة ذلك بأقصى كفاءة وفاعلية .

ولتطبيـــق ذلـــك بنجـــاح، فـــإن الـــذي يتـــولى زمـــام الأمـــور فـــي المنظمـات العامـة هـم طبقـة المـديرين المحتـرفين ولـيس طبقـة السياسـيين وأن تكـون الكفــاءة فــي الإدارة هـي الأســاس ويجــب أن نقلـل مــن تــدخل السياسة لأنها تؤدي إلى انخفاض الكفاءة .

ولقد أدركت المجتمعات التي سبقت إلى تحقيق النهضـة والتقـدم هــذه الحقيقــة. فحينمــا قامــت الثــورة البلشــفية فــي روســيا عــام ١٩١٧ ، وتحقق لها الاستقرار، قال رئيس الولايات المتحدة آنذاك، لقد قام النظـام الشيوعي في الشرق، ولدينا نظامنا الرأسمالي في الغرب، وأي النظـامين سوف يتفوق هو أفضلهما إدارياً . وهكذا اتجه النظر إلى جوهر الأمر ورؤيته فـي إطـاره الصـحيح فليســت النظريــات أو العقائــد التــي يقــوم عليهــا أي النظــامين هــي التــي قــدرت مصــيره النهــائي بقــدر مــا يــرتبط هــذا المصــير بمســتوى كفــاءة وفعالية إدارة كل من النظامين . و تلتقي وجهة النظر هذه مع قـول مـأثور لشكسـبير حيـث يقـول


إن الـــدول القو يـــة هـــي التـــي تعتمـــد علـــى إدارة ناجحـــة ســـواء للأعمــال الحكوميــة أو الأعمــال الدوليــة أو الخاصــة وهــذه تحتــاج إلــى المديرين المحترفين

وبعد ان وضحنا الرأى الأول الذى يوضح ان لا يوجد فرق بين إدارة الأعمال و الإدارة العامة سوف نستعرض الرأى الثانى الذى بنادى بوجود اختلافات وفروق بين إدارة الأعمال و الإدارة العامة.

الإختلافات بين إدارة الأعمال والإدارة العامة

سوف نتناول الفروق والإختلافات بين إدارة الأعمال والإدارة العامة على أساس عدة نقاط:

المنافسه:

إدارة الأعمال الخاصة تعمل فى جو تنافسى اما الإدارة العامة تعمل فى جو إحتكارى ولكن من الممكن الرد على ذلك بأن نذكر بوجود شركات فى القطاع الخاص تحتكر الخدمات مثل مايكروسوفت.

الدافع إلى العمل:

إدارة الأعمال الخاصة الهدف منها تحقيق الربح، الإدارة العامة تهدف الى الى تحقيق الخدمات العامة للمواطنين مثل المستشفيات التى تقدم خدمة العلاج للمواطنين.

والرد على ذلك بأن بالنسبة للقطاع الخاص قياس تحقيق الأهداف هو الربحية، ولكن الإدارة العامة الحكومة هى من تقوم بالتمويل فقياس الأداء هو مدى كقاءة الخدمة ومدى رضا المواطنين عنها وبالتالى لا يوجد إختلاف

المساواة:

يقول البعض ان إدارة الأعمال الخاصة تخضع لأهواء صاحب العمل فمن المكن ان يقوم بترقية الموظف الذى يحبه ويقوم بطرد الموظف الذى لا يحبه، اما الإدارة العامة يوجد مساواة بين جميع الموظفين فمثلاً الموظفين فى نفس القطاع والذين لديهم نفس الأقدمية يأخذون نفس الراتب.

والرد على ذلك بأن الطبيعى ان تتوافر المساواة فى القطاع الخاص لكى تحقق الشركات أهدافها والمساواة من أهم المباديء فى إدارة أعمال الشركات الخاصة

صيغة التخاطب:

فى الإدارة العامة صيغة الخطابات تكون رسمية فمثلاً: عندما يكون الخطاب موجه من عميد كلية الهندسة الى رئيس الجامعة يكون كالتالى: الى السيد رئييس جامعة القاهرة تحية طيبة وبعد….

ويزعم البعض ان هذا لا يحدث فى المؤسسات والشركات الخاصة ويحدث فى المؤسسات الحكومية لاننا نخاطب المنصب ولا نخاطب الشخص.

الرد على ذلك اننا يمكننا ان نوجه الرسالة الى رئيس جامعة القاهرة باسمه فمثلا نستطيع ان نقول الى السيد محمد عثمان الخشت تحية طيبة وبعد ولا مانع من ذلك.

ونستطيع ان نوجه رسالة الى صاحب اى شركة خاصة ونقول فيها مثلا: الى السيد رئيس مجلس إدارة شركة معمار المرشدى تحية طيبة وبعد…

الخلاصة : لا يوجد نظام يمنع المزج بين الأسلوبين السابق ذكرهم عند المخاطبة

المعلومات:

ففى الإداره العامه الأساس فيها مبدأ إتاحة المعلومات للجميع لمارسة حقهم الرقابي على الإدارة.

مثلا لو أراد الدكتور الإطلاع على ميزانية الجامعه فلا أحد يمنعه لأنه من حقه كموظف أن يمارس دوره الرقابي الذي فرضته له الدوله.

في القطاع الخاص في إدارة الأعمال

لو طلبت من صاحب المشروع الإطلاع على الميزانيه يرفض لأنه ليس من حقك ومن حق صاحب المشروع أن يطلع المعلومات لمن يرغب و يحجبها عن من يرغب وفق ما تقتضيه مصلحة المشروع.

أصحاب الرد يقولون نحن في عصر المعلومه والأسواق مفتوحة امام الجميع للمنافسة، ولكى تنافس الشركة يجب ان توفر المعلومات لموظفيها وللمستثمرين فيها ولجميع اصحاب المصالح لكى تتفوق وتستمر فى السوق الذى يتميز بالتغير وعدم الإستقرار.

حجم الإداره:

في الإداره العامه حجم الإداره فيها كبير والإدارى فى المؤسسات الخاصة يكون حجم الموظفين صغير والهيكل التنظيمى يكون صغير وبالتالى تقل المشاكل فى الشركات الخاصة وتكثر المشاكل فى المؤسسات الحكومية.

فنحن نجد فى المؤسسات الحكومية الموظفين متكاسلين لا يقوموا بأعمالهم ونجد الواسطة والمحسوبية ويبرروا هذا بسبب كثرة الموظفين وصعوبة الرقابة عليهم.

الرد على ذك يكون بإلقاء الضوء على المؤسسات التى يوجد بها حجم عمالة كبير وفروع كثيرة وتكون ناجحة وبالتالى العيب ليس فى كبر حجم المنظمة ولكن العيب فى اسلوب الإدارة.

اختبارات الكفايه:

في الإداره العامه تستخدم اختبارات الكفايه لاتخاذ قرارات التعيين و الترقيه.فمثلاً إذا كان هناك وظيفه شاغره في المرتبه التاسعه و لدينا ثلاث موظفين في المرتبه الثامنه يُطلب من وزارة الخدمه المدنيه اعداد اختبارات كفايه لهم ومن يحصل على درجه أعلى هو من يستحق الترقيه

في إدارة الأعمال لست بحاجه إلى اختبارات كفايه: لأنه لديك محددات إنتاج, تقارير ,تحقيق أرباح الموظف الذي يحقق أرباح أكثر هو الذي يستحق الوظيفه من غير أن احتاج إلى اختبارات الكفايه إذاً الفرق هنا واضح.

أصحاب الرد يقولون رغم وجود الأرقام و الإنجازات: إلا أنه في إدارة الأعمال الشركات المتميزه تستخدم اختبارات الكفايه كمحدد إضافي لمعرفة من يستحق هذه الوظيفه.

القانون:

يقول البعض ان المنظمات العامة تخضع للقوانين والوائح التى تددخل فى كل شيء على عكس الإدارة الخاصة .

الرد على ذلك بان نذكر ان القانون التجارى وقانون العمل واللوائح التى تضعها الشركات تحد من ممارسة الشركات الخاصة تماماً كما يحدث فى المنظمات العامة، فتوجد قوانين للجمارك والإستيراد والتصدير والغش والإحتكار ومعاملة الموظفين و…الخ

المسئوليه:

يقول البعض لو انت عندك مشكلة مثلاً مع منظمة حكومية سوف تعود وترفع قضية على كل الموظفين المتسببين فى هذة المشكلة لك ولكن فى المنظمات الخاصة لو حدثت اى مشكلة الذى يلام هو صاحب المشروع.

الرد على هذا لو حدثت مشكلة فى المنظات الخاصة يتم العودة على صاحب المشروع للتعويض ولكن بالتأكيد سوف يتأثر كل الموظفين المتسببين فى القضية ويتحملون جميعاً تبعات القضية مع صاحب المشروع.

بالتأكيد انت الان صديقى القاريء، تعرفت لماذا لا يوجد فرق بين الإدارة العامة وإدارة الأعمال الخاصة. بالتأكيد انت اطلعت على الرأى الذى يقول بوجود أختلاف بين الإدارة العامة وإدارة الأعمال الخاصة وتعرفت على البراهين التى توضح ان هذا الرأى غير صحيح .

ادعوك الان ان تخبرنى برأيك انت فى التعليقات والى اى رأى تميل ، هل تعتقد بوجد اختلاف بين الإدارة العامة وإدارة الأعمال فى الشركات والمنظمات الخاصة ام لا؟