التخطيط الاستراتيجي: تعريفه، فوائده، أهدافه،

التخطيط الاستراتيجي: تعريفه، فوائده، أهدافه،
(اخر تعديل 2023-06-24 05:43:15 )

في عالم الأعمال شديد التنافس، من الأهمية بمكان للشركات أن تتفوق على نفسها باستمرار لتظل في المنافسة. وهنا يأتي دور التخطيط الاستراتيجي الفعال الذي يتضمن صياغة أهداف إستراتيجية طويلة المدى، وصياغة خطة إستراتيجية تحدد أسلوب المنظمة لتحقيق هذه الأهداف. لا يبني التخطيط الاستراتيجي ميزة تنافسية للمؤسسة فحسب، بل يزيل أيضًا عدم اليقين والارتباك. دعنا نتعمق في الموضوع ونبني فهمًا أعمق له.

في هذه المقالة، سوف نوضح تعريف التخطيط الاستراتيجي، ونوضح أهداف وخصائص وفوائد ومعوقات التخطيط الاستراتيجي،ونوضح خطوات التخطيط الاستراتيجي بالتفصيل.

تعريف الإدارة

الإدارة هى وظيفة تنفيذ الأعمال عن طريق الآخرين باستخدام التخطيط و التنظيم و التوجيه و الرقابة ، وذلك من أجل تحقيق أهداف المنظمة بكفاءة وفاعلية ، مع مراعاة المؤثرات الداخلية والخارجية.

مقالة منفصلة ما هي الإدارة؟ – تعريف الإدارة وأهميتها ووظائفها ومستوياتها

تعريف الإدارة الإستراتيجية

يمكننا تحديد تعريف الإدارة الإستراتيجية Strategic Management “بأنها مجموعة من القرارات والنظم الإدارية التي تحدد رؤية ورسالة المنظمة في الأجل الطويل، في ضوء ميزاتها التنافسية، وتسعى نحو تنفيذها من خلال دراسة ومتابعة وتقييم الفرص والتهديدات البيئية، وعلاقتها بالقوة والضعف التنظيمي، وتحقيق التوازن بين مصالج الأطراف المختلفة.

مقالة ذات صلة: الإدارة الإستراتيجية: التعريف، الأهمية، الأهداف، المراحل، التطور

تعريف التخطيط

التخطيط هو التحديد المسبق للأهداف ومسار العمل الذي يتعين اتخاذه لتحقيق الأهداف المحددة بفعالية وكفاءة. إنه عملية فكرية تهتم بتحديد ما يجب القيام به مسبقًا، وكيف يتم القيام به ومتى يتم القيام به، ومن سيفعله.

التخطيط هو الوظيفة الأساسية للإدارة، فهو يركز على مسارات العمل المستقبلية، ويحدد الأهداف التي يجب تحقيقها في المستقبل ويختار أفضل مسار للعمل لتحقيق الأهداف المحددة.
فالتخطيط ينطوي على العديد من الأنشطة مثل التحليل واتخاذ قرار في الأمور الفنية والمالية وأمور الموارد البشرية والعناصر الأخرى الضرورية لتنفيذ مسار العمل المحدد مسبقًا.

ولتحقيق الأهداف المخطط لها، يلزم وجود خطة فعالة. ويجب أن يكون جميع المديرين مخططين فعالين، ولذلك سواء كانت المنظمة التي يعمل فيها المديرين تبيع منتجات أو خدمات، أو منظمة تعمل في القطاع الخاص أو العام، أو سواء كانت منظمة تهدف إلى الربح أم لا، فكل هذا غير مهم، كل نوع من هذه الأنواع من المنظمات يحتاج إلى التخطيط.

التخطيط هو العملية الفكرية التي تحدد بوضوح ما يجب القيام به، ومتى وأين ولماذا يجب القيام به، وكيفية القيام به، ومن الذي يقوم به، من أجل تحقيق الأهداف المخطط لها. ويحدد المدير الأهداف ويتخذ الخطوات اللازمة لضمان إمكانية تحقيق هذه الأهداف بطريقة فعالة.

مقالة ذات صلة: التخطيط: التعريف، الأهمية، الأنواع، الأهداف، العناصر، المراحل

ما هو التخطيط الاستراتيجي؟

التخطيط الاستراتيجي Strategic Planning هو عملية يحدد فيها قادة المنظمة رؤيتهم للمستقبل ويحددون أهداف المنظمة. والتخطيط الاستراتيجي يتضمن تحديد التسلسل الذي يجب أن تتحقق فيه تلك الأهداف حتى تتمكن المنظمة من الوصول إلى رؤيتها المعلنة.

بدأ ظهور التخطيط الاستراتيجي فى منتصف الخمسينيات من القرن العشرين حيث اتساع الأسواق وزيادة أحجام المنظمات وتعقدها مما أدى إلى ضرورة البحث عن مدخل منتظم لإدارة الوحدات التنظيمية المختلفة. وكذلك العمل نحو توسيع أفق التخطيط بما بجعله يتخطى مرحلة التخطيط السنوي ويتصل بفترة أبعد من الاثنتا عشر شهرا وأيضا يتخطى القيام بعمليات التخطيط المالى فقط لأنه لا يعطى إطارا كاملا للادارة.

وفي ثمانينيات القرن الماضي، مفهوم التخطيط الاستراتيجي لم يعد محبوبًا إلى حد ما. ومع ذلك، تم إحياء الحماس للتخطيط الاستراتيجي في التسعينيات، ولا يزال التخطيط الاستراتيجي مهمًا في الوقت المعاصر.

تعريف التخطيط الاستراتيجي

توجد تعاريف متعددة للتخطيط الاستراتيجي منها ما يلى:

  • عرف أحد الكتاب التخطيط الاستراتيجي بأنه: “عملية مستمرة لصنع القرارات المنتظمة اليوم لاعداد المنظمة لان تكون قادرة على ادارة احداث المستقبل التى سوف تتأثر بها”
  • كما تم تعريفه بأنه: “قيادة وإرشاد عمليات تكوين وتنفيذ الاستراتيجيات لتحقيق النجاح التنظيمي في الأجل الطويل”
  • كما تم تعريفه بأنه: “تحديد الأهداف الرئيسية للمنظمة واتخاذ مسارات التصرف وتخصيص الموارد الضرورية لتحقيق هذه الأهداف”
  • كما تم تعريفه بأنه “جهود منظمة لإنتاج قرارات وتصرفات تشكل وتقود ما سوف تكون عليه المنظمة وأعمالها وأسباب قيامها بهذه الأعمال مستقبلا”
  • كما تم تعريف التخطيط الاستراتيجي بأنه“عمليات تقييم بيئة المنظمة وقوتها الداخلية ومن ثم تحديد الأهداف الطويلة الاجل وبعدها تنفيذ خطط التصرف لبلوغ هذه الأهداف”
  • كما تم تعريفه بأنه “عمليات تتم نحو مراجعة ظروف السوق وحاجات المستهلك والقوة والضعف التنافسى والبيئات السياسية والاقتصادية والتشريعية والتطورات التكنولوجية ومدى توافر الموارد لمساعدة الشركة في التخطيط لاقتناص الفرص وتجنب التهديدات “
  • كما تم تعريفه بأنه “عمليات منتظمة بعدد من الخطوات تمكن من تحديد الوضع الحالي للمنظمة شاملة رسالتها ورؤيتها وقيم التشغيل وحاجتها (القوة والضعف والفرص والتهديدات) والأهداف والتصرفات ذات الاولوية والاستراتيجيات وخطط التصرف وخطط المتابعة”
  • وتم تعريف التخطيط الاستراتيجي بأنه: “عمليات نظامية لإتخاذ القرارات الرئيسية والتى تتفق مع التصرفات التى سوف تشكل وترشد المنظمة إلى ماسوف نفعله ولماذا تفعله”
  • ما هي الخطة الاستراتيجية؟

    الخطة الإستراتيجية Strategic Plan هي أداة لتحديد أهداف شركتك والإجراءات التي ستتخذها لتحقيق تلك الأهداف. وعادةً ما تتضمن الخطة الإستراتيجية رؤية شركتك ورسالتها وأهدافك طويلة المدى (بالإضافة إلى الأهداف السنوية قصيرة المدى) وخطة تنفيذية action plan للخطوات التي ستتخذها للتحرك في الاتجاه الصحيح.

    يجب أن تتضمن وثيقة خطتك الإستراتيجية ما يلي:

    • رؤية شركتك
    • رسالة شركتك
    • أهداف شركتك
    • خطط تنفيذية action plans لتحقيق تلك الأهداف
    • نهجك في تحقيق أهدافك
    • التكتيكات التي ستستخدمها لتحقيق أهدافك

    مقالة ذات صلة: الخطة التنفيذية: ما هي، أهميتها،كيفية إعدادها، نموذج مكتوب

    من يستخدم التخطيط الاستراتيجي؟

    يمكن أن يكون التخطيط الاستراتيجي مفيدًا بشكل كبير لمجموعة متنوعة من المهنيين، ولكن غالبًا ما تكون المسميات الوظيفية التالية الأكثر استفادة من فوائد التخطيط الاستراتيجي:

    1. الإدارة العامة

    الإدارة العامة General management هي الوظيفية التنفيذية / الأعلى داخل الشركة، والتي تشرف على معظم أو كل وظائف الشركة. ولذلك قد يستفيد أعضاء فريق الإدارة العامة من استخدام التخطيط الاستراتيجي لتنظيم ورصد الأهداف والتقدم داخل عدة أقسام في وقت واحد. ويمكن للمدير العام في كل صناعة تقريبًا تعظيم فوائد التخطيط الاستراتيجي من خلال تطوير خطط تنفيذية action plans محددة، وتحديد مجالات التحسين وتتبع نجاح كل موظف من الموظفين. وقد يساعد التخطيط الاستراتيجي أيضًا المدير العام على مراجعة أدائه وأداء فريق الإدارة الخاص به.

    2. مدراء مشروع

    مديرو المشاريع مسؤولون عن قيادة جهود الفريق والإشراف عليها لإكمال الإنجازات المحددة المستندة إلى الوقت. وقد يتواجد مديرو المشاريع في مجموعة متنوعة من الصناعات، بما في ذلك البناء والتصميم والتسويق. ويمكن أن يساعد التخطيط الاستراتيجي مديري المشاريع على المواءمة بين توقعات فريق عمل المشروع والعملاء، ومراجعة التقدم المحرز، ووضع المعايير التي يمكن من خلالها قياس النجاح ووضع الجداول الزمنية لإنجاز المشروع.

    3. محترفي المبيعات

    قد يجد محترفي المبيعات Sales professionals التخطيط الاستراتيجي مفيدًا لإدارة وتقييم أهداف ومشاريع المبيعات. فبالنسبة لمديري المبيعات، يمكن أن يساعدهم التخطيط الاستراتيجي في تحديد أهداف على مستوى القسم، وتتبع تقدم أداء كل موظف من موظفي المبيعات وتحديد فعالية استراتيجيات المبيعات المحددة. وبالنسبة لموظفي المبيعات غير الإداريين، قد يساعدهم التخطيط الاستراتيجي في تنظيم جهودهم الخاصة، وضمان توافق أساليبهم مع قيم الشركة وتتبع تقدمهم المحرز.

    4. أصحاب الأعمال

    يمكن لأصحاب الأعمال Business owners ورجال الأعمال الاستفادة من التخطيط الاستراتيجي من خلال استخدامه لإنشاء استراتيجيات تطوير الأعمال. ويمكن أن يساعدهم أيضًا في التخطيط والتنفيذ الفعال لكل مرحلة من مراحل إنشاء وتطوير الأعمال. فباستخدام التخطيط الاستراتيجي، يمكن لأصحاب الأعمال ورجال الأعمال أيضًا تقييم وإرساء القيم الأساسية والرسالة والأخلاق لمنظمتهم.

    خصائص التخطيط الاستراتيجي

    ومن خلال التعاريف السابقة يتبين خصائص التخطيط الاستراتيجي على النحو التالى:

    • إنه مجموعة من العمليات أو الخطوات.
    • موجه مباشرة نحو تحديد الأهداف العامة طويلة الأمد.
    • التفكير على مستوى المنظمة ككل.
    • الاهتمام بكل الأطراف المتعاملة مع المنظمة وهم الأطراف الداخلية والخارجية الذين يتعاملون بصورة مباشرة أو غير مباشرة مع المنظمة وتربطهم معها مصالح مشتركة.
    • الارتباط مع رسالة المنظمة ورؤيتها.
    • الاستجابة لمتطلبات البيئة.
    • الاهتمام بالأولويات.
    • الإهتمام باستراتيجيات وخطط الوصول للأهداف بلوغا للرسالة والرؤية.

    فوائد التخطيط الاستراتيجي

    هناك العديد من الفوائد لاستخدام التخطيط الاستراتيجي، بما في ذلك:

    1. تعزيز الإنتاجية

    عندما يكون الموظفون جزءًا من عملية التخطيط الاستراتيجي، يمكن أن يساعدهم ذلك على الشعور بالتقدير والاحترام في العمل. نتيجة لذلك، قد يكونون أكثر حرصًا على العمل نحو الأهداف المحددة في الخطة الاستراتيجية لإظهار أنهم ساهموا في نجاح المنظمة

    2. رصد التقدم المحرز

    فائدة أخرى ملحوظة للتخطيط الاستراتيجي هي قدرته على السماح للمنظمات برصد التقدم المحرز. فمن خلال توثيق الأهداف قصيرة الأجل وطويلة الأجل في الخطة الاستراتيجية، يمكن للمنظمات الرجوع إلى هذه الأهداف ومقارنتها بالتقدم الحالي الذي تحرزه. ويمكن أن يساعد ذلك الموظفين والمؤسسات على فهم كيف تساهم مخرجاتهم اليومية في تحقيق الأهداف الكبري للشركة. ويمكن أن يساعد أيضًا المنظمات على مراجعة مدى فعالية خططهم في مساعدتهم على الوصول إلى أهدافهم وعلي معرفة المجالات التي يمكنهم إجراء تحسينات فيها.

    3. ترسيخ القيم الأساسية

    يعد إنشاء القيم الأساسية جزءًا مهمًا من اي منظمة ناجحة. تساعد القيم الأساسية ورسالة المنظمة الموظفين أعضاء الفريق على فهم الأخلاق والفلسفات والممارسات التي تؤمن بها منظمتهم. فمن خلال فهم القيم الأساسية، قد يكون الموظفون والقادة داخل المؤسسة قادرين على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مساهماتهم اليومية واختيار العمليات والمخرجات التي تعزز القيم الأساسية لمكان عملهم.

    مقالة ذات صلة: أخلاقيات العمل – تعريفها وأهميتها وكيفية تحسينها وأمثلة عليها

    4. خلق المساءلة

    من خلال توفير خطة إستراتيجية يمكن تحقيقها، يمكنك إنشاء شعور أكبر بالمساءلة داخل المنظمة. يمكن أن تعمل الخطط الإستراتيجية غالبًا كدليل مرجعي للموظفين والقادة والأقسام داخل المنظمة. فيمكن أن تساعد الإجراءات والمعايير المحددة بوضوح ضمن هذه الخطط على ضمان مساهمة كل عضو في الفريق بفعالية وإكمال مهامه وفقًا لمعايير ومتطلبات المنظمة.

    5. قياس الأداء

    يمكن أن تكون الخطط الإستراتيجية طريقة مفيدة لقياس نجاح وجودة الأداء داخل المنظمة أو فريق العمل. فمن خلال تضمين أهداف ومتطلبات جودة وجداول زمنية محددة داخل الخطة الاستراتيجية، قد يكون لدى الموظفين وفرق العمل مرجع أكثر اتساقًا يمكنهم من خلاله مقارنة تقدمهم المحرز. ويمكن أن يساعد استخدام الخطط الإستراتيجية لتتبع نجاح المنظمات على تحديد المجالات التي يمكنهم تحسينها والأساليب التي تساهم بنجاح في نجاح المنظمة.

    مقالة ذات صلة: أهمية التخطيط الاستراتيجي – 10 فوائد يجب ان تعرفها

    أهداف التخطيط الاستراتيجي

    يسعى التخطيط الاستراتيجي نحو تحقيق الأهداف التالية:

    1. تحديد التوجه الاستراتيجي للمنظمة Provide Strategic Direction

    التخطيط الاستراتيجي بوضح كيف يجب تخصيص وتوزيع الموارد، ويوضح الأولويات ويوجه الانتباه نحو الأهداف الاستراتيجية

    2. مرشد لاولويات استخدام الموارد Guide Priority of Resource

    إن الموارد محدودة أو نادرة والتخطيط يحدد ويوجه بتخصيص الموارد المالية والمادية والبشرية

    3. التكيف مع التغير وعدم التأكد البيئي Cope with Environmental Uncertainty and Change

    يهدف التخطيط الاستراتيجى أن يكون هناك مرونة وحسن تصرف فى حالة عدم التأكد والتغيير.

    4. إنه يقدم أساس للرقابة والتقييم Provide Objective Basis for Control and Evaluation

    إن التخطيط الاستراتيجى يرسم النجاح أو الفشل. ونجد قياس الاداء و تتبع الأهداف الاستراتيجية وخطط التصرف كلها دلالة وأسس للرقابة.

    كيفية إنشاء خطة استراتيجية – خطوات التخطيط الاستراتيجي:

    يمكنك استخدام الخطوات والتقنيات التالية لإجراء عملية التخطيط الاستراتيجي داخل المنظمة:

    1. جمع المعلومات

    لتطوير خطة إستراتيجية، تحتاج أولاً إلى تقييم منظمتك ووضعها الحالي. يمكنك تنفيذ هذه الخطوة من خلال تحليل العوامل الخارجية التي تؤثر على العمل. تتضمن أمثلة العوامل الخارجية ما يلي:

    • الصناعة الخاصة بك
    • منافسيك
    • اللوائح الحكومية
    • سلوكيات المستهلكين أو اتجاهاتهم

    يمكن أن يساعدك البحث عن هذه العوامل وفهمها في تحديد الفرص أو التهديدات المحتملة لعملك. وتمكّنك هذه الأفكار أيضًا من تطوير أهداف للمنظمة لتحقيقها في إطار زمني محدد. على سبيل المثال، قد يسلط بحثك الضوء على الطلب المستمر على التوصيل المجاني من تجار التجزئة عبر الإنترنت. ويمكنك استخدام هذه المعلومات لتحديد الأهداف المتعلقة بخفض تكاليف التسليم أو إيجاد طرق أخرى لتحسين تجربة التسوق عبر الإنترنت لعملائك. ويمكن أن يساعدك البحث في مجالك ومنافسيك أيضًا على تطوير استراتيجيات للتمييز بينك وبين السوق.

    2. عقد مناقشات مع أصحاب المصلحة

    عند تطوير خطة إستراتيجية، تريد جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات. بالإضافة إلى البحث في العوامل الخارجية التي تؤثر على المنظمة، انظر داخليًا وقم باستضافة مناقشات مع القادة والموظفين. يمكنك أن تطلب من هؤلاء المتخصصين رؤيتهم حول الوضع الحالي للمنظمة، بما في ذلك ما يتم أداءه بشكل جيد وقد يحتاج إلى تحسين. ويمكنهم أيضًا المساعدة في عملية البحث من خلال تحديد المنافسين المحتملين أو الاتجاهات Trends أو سلوكيات السوق الأخرى التي يجب مراقبتها. ويمكنك أيضًا سؤال أصحاب المصلحة الخارجيين، مثل المستثمرين والبائعين، عن رؤاهم.

    يساعدك التعاون مع مجموعة من الأفراد على جمع وجهات نظر أكثر تنوعًا، وغالبًا ما يقدم أفكارًا أو حلولًا جديدة ربما لم تفكر فيها في البداية. وكلما زادت المعلومات والأفكار التي يمكنك جمعها، زادت شمولية الخطة التي يمكنك تطويرها. ويساعد السماح للموظفين عبر المنظمة بالمشاركة أيضًا في خلق التماسك. ويحصل هؤلاء الموظفين على فرصة لتقديم افكارهم ومنظورهم وتطوير الخطة، مما يمنحهم فهمًا أقوى لأهداف المنظمة وكيف يمكنهم المساعدة في تحقيقها.

    3. قم بإجراء تحليل SWOT

    بمجرد إجراء بحث كافٍ، يمكنك إجراء تحليل SWOT لتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات في منظمتك. يتيح لك هذا التقييم فحص كل عنصر من عناصر التحليل بمزيد من التفصيل لتطوير أهداف واستراتيجيات قابلة للتنفيذ تدعمها:

    • نقاط القوة Strengths: عند مناقشة نقاط القوة، يحدد فريقك ما تقوم به منظمتك بشكل جيد أو ما يجعلها أفضل من منافسيها. قد تتضمن نقاط القوة في مؤسستك مهارات الموظفين وأدائهم والموارد المتاحة لك.
    • نقاط الضعف Weaknesses: عند مناقشة نقاط الضعف، ركز على مجالات عملك التي تحتاج إلى تحسينات، مثل قاعدة عملاء صغيرة أو قوة عاملة عديمة الخبرة. استخدم نقاط الضعف هذه لتطوير أهداف واستراتيجيات أصغر، مثل تنفيذ فرص تدريب الموظفين، حيث تعمل على تحقيق أهداف المنظمة على المدى الطويل.
    • الفرص Opportunities: استخدم بحثك السابق لتحديد الفرص المحتملة لعملك والتي تؤدي إلى النجاح. على سبيل المثال، ربما تكون قد وجدت سوقًا مستهدفًا لا يخدمه منافسيك حاليًا والذي يمكنك الاستفادة منه لتنمية قاعدة عملائك.
    • التهديدات Threats: بالمثل، استخدم بحثك ومحادثاتك مع أصحاب المصلحة لتحديد الأحداث أو الاتجاهات Trends التي قد تؤثر سلبًا على عملك. تمنحك مناقشة هذه التهديدات مسبقًا وقتًا لتطوير استراتيجيات لتجنبها أو تقليل آثارها.

    4. تحديد أهدافك

    استخدم ما تعلمته لتطوير خطة إستراتيجية للمنظمة. تتضمن هذه الخطة رسالة المنظمة ورؤية المنظمة وأهدافًا قصيرة وطويلة المدى قابلة للتنفيذ. تعمل هذه الخطوة كإجراء متكرر، حيث تقوم بصياغة هذه العناصر ثم تطلب التغذية الراجعة من أصحاب المصلحة الرئيسيين وإجراء التغييرات حتى تقوم بإنشاء خطة ترضي الجميع. فيما يلي العوامل التي يجب مراعاتها:

    • رسالة المنظمة: تحدد رسالة المنظمة هدف منظمتك والقيم الأساسية. يمكن أن يضمن توضيح هذه العناصر تطوير أهداف تتوافق معها.
    • رؤية المنظمة: تحدد رؤية المنظمة ما تطمح إليه مؤسستك، غالبًا على المدى الطويل. يلهم هذا البيان أصحاب المصلحة من خلال الإجابة عن كيفية تأمل المنظمة في التأثير على صناعتها أو عملائها أو مجتمعها.
    • الأهداف طويلة المدى: تتوافق هذه الأهداف مع رسالة منظمتك ورؤيتها. عادةً ما يتم تعريفها على نطاق أوسع، مثل زيادة الإيرادات أو تحسين المنتجات الخاصة بك.
    • الأهداف قصيرة المدى: تمثل الأهداف قصيرة المدى معالم لتحقيق أهداف المنظمة على المدى الطويل. عادةً ما تكون هذه الأهداف أكثر تحديدًا، مثل زيادة المبيعات بنسبة 20٪ في غضون عام وتكون أهداف واقعية لكي يمكن تحقيقها بواسطة موظفيك.

    5. تطوير الاستراتيجيات والخطط التنفيذية

    بعد تحديد أهداف مؤسستك قصيرة وطويلة المدى، يمكنك وضع خطط تنفيذية action plans لتحقيقها. تتضمن الخطط التنفيذية هذه مهام وأنشطة محددة يمكنك تعيينها للأقسام المناسبة داخل منظمتك. على سبيل المثال، قد يتضمن الهدف طويل المدى لزيادة الوعي بالعلامة التجارية والاعتراف بها أهدافًا قصيرة المدى لتعزيز متابعة الوسائط الاجتماعية لشركتك والتفاعل معها. يمكنك وضع خطة تنفيذية متعلقة بهذه الأهداف لقسم التسويق الخاص بك. وقد يتطلب تطوير الخطط التنفيذية أيضًا تقييم الموارد المتاحة لديك لتحديد الاحتياجات المالية أو المتعلقة بالموظفين وحلها.

    تعاون مع قادة الفريق أو القسم لإنشاء مؤشرات أداء رئيسية (KPIs) تمكنهم من تقييم ورصد التقدم نحو أهدافهم. تقيس مؤشرات الأداء الرئيسية الأداء وتختلف حسب النشاط. على سبيل المثال، قد تتضمن مؤشرات الأداء الرئيسية المتعلقة بزيادة مشاركة الوسائط الاجتماعية قياس عدد التعليقات أو “الإعجابات” التي تتلقاها منشورات شركتك على موقع تواصل معين.

    6. قم بتوصيل خطتك

    عندما تقوم بتطوير خطة مكتملة تلبي احتياجات أصحاب المصلحة، يمكنك توصيلها عبر المنظمة. اعتمادًا على الاستراتيجيات أو الخطط التنفيذية المحددة الخاصة بك، قد تحتاج إلى استضافة اجتماعات مع الأقسام أو فرق العمل لتقديم معلومات واضحة حول أهدافك المحددة لهم. يمكن لقادة هذه الفرق بعد ذلك تعيين الأنشطة ومراقبتها باستخدام مؤشرات الأداء الرئيسية التي تم تطويرها في الخطة التنفيذية الخاصة بك لإبقاء الموظفين في المهمة.

    7. مراجعة وتحديث الخطة

    مع تغير صناعتك أو شركتك بمرور الوقت، قد تحتاج إلى تعديل أهدافك أو الخطوات المطلوبة لتحقيقها. على سبيل المثال، قد تحدد المنظمة التي حددت هدفًا لزيادة عدد المحلات التي يتم فيها بيع منتجات الشركة أنه سيكون من المفيد التركيز على تجربة التسوق عبر الإنترنت لتلبية رغبات العملاء. أثناء عملية التخطيط الاستراتيجي، ضع خططًا لمراجعة خطتك بانتظام للتأكد من أن الأهداف والاستراتيجيات التي تحددها لا تزال ذات صلة. ويمكنك وضع جدول زمني وقائمة بالأفراد المسؤولين عن هذه المهمة.

    يمكن أن يساعد تحديد فترات مراجعة منتظمة فريقك أيضًا في تقييم ورصد التقدم نحو تحقيق الأهداف. على سبيل المثال، إذا لاحظ المراجع مشكلات، فيمكنك مناقشة الحلول المحتملة أو تعديل الهدف لجعله أكثر واقعية لموظفيك. قم بتوثيق وإبلاغ أي تغييرات تم إجراؤها، مما يضمن أن الموظفين لا يزالون يفهمون ما يحتاجون إلى تحقيقه.

    مقالة ذا صلة: مراحل التخطيط الاستراتيجي – خطوات التخطيط الاستراتيجي السبعة

    معوقات التخطيط الاستراتيجي

    هناك بعض التحديات التي يجب التغلب عليها أثناء التخطيط الاستراتيجي. بعض هذه قد تشمل:

    1. ظروف غير متوقعة

    في بعض الأحيان، قد تجعل الظروف غير المتوقعة تحقيق أهداف الخطة الاستراتيجية أمرًا صعبًا. فيمكن أن تشمل هذه الأنواع من الظروف تغييرات في الاقتصاد المحلي أو تقلبات في سوق العمل أو طلبات خاصة من العملاء أثناء إكمال المشروع. فعندما تنشأ هذه الظروف، من المهم لمطوري الخطة الإستراتيجية أن يفكروا في طرق للاستجابة بشكل فعال.

    على سبيل المثال، إذا كان الهدف قصير الأجل لمشروع صناعي هو تقديم نموذج للمنتج النهائي إلى أصحاب المصلحة في موعد نهائي محدد مسبقًا، لكن أصحاب المصلحة يريدوا مراجعة النموذج في وقت أبكر مما كان متوقعًا، فقد يعيد مدير المشروع تقييم عدد أعضاء الفريق الذين يعملون على هذا المشروع. ويمكنه إضافة المزيد من الموظفين إلى الفريق أو تعيين موظقين يعرف مدير المشروع أنهم يمكنهم إكمال النموذج في الوقت المحدد.

    2. التغييرات في هيكل الشركة

    يمكن أن تشكل التغييرات في الهيكل التنظيمي للشركة أيضًا تحديات للخطط الإستراتيجية. ففي أغلب الأحيان، تكون التغييرات داخل الأقسام، وفي بعض الأحيان، يمكن أن تكون التغييرات في الإدارة أو الملكية على المستوى التنفيذي. ويمكن أن تتسبب هذه التغييرات في حدوث اضطرابات في الخطط الإستراتيجية عن طريق إضافة موظفين أو إزالتهم من القوى العاملة أو تقديم أفكار جديدة من الإدارة وأصحاب الأعمال. ويمكن لمطوري الخطط الإستراتيجية التغلب على هذا التحدي من خلال مناقشة عناصر خطتهم مع المديرين الجدد أو تعديل مخرجاتهم الخاصة بالاقسام لمراعاة التغييرات في الموظفين.

    مقالة ذات صلة: الهيكل التنظيمي: التعريف، الأهمية، الأنواع، مراحل إعداده

    3. مواءمة التوقعات

    اعتمادًا على حجم المنظمة، قد يكون من الصعب التأكد من أن جميع الموظفين يفهمون مساهماتهم الفردية في الأهداف المحددة في الخطة الاستراتيجية. فمن المهم ان يعرف كل موظف في المنظمة ما هو مطلوب منه وما هي مساهمته حتى يتمكن الموظفين وفرق العمل من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن جهودهم والطريقة التي يساهمون بها في أهداف الشركة وقيمها ورسالتها.

    يمكن لمطوري الخطط الإستراتيجية التأكد من أن جميع الموظفين يفهمون توقعاتهم من خلال نشر الخطة في مساحة عامة يمكن الوصول إليها أو تعميمها في جميع أنحاء مكان العمل أو عقد اجتماعات كلما كانت هناك تغييرات في الخطة الحالية. وقد يكون من المفيد أيضًا مراجعة الخطط الاستراتيجية بعناية عند تعيين موظفين جدد.

    أخطاء التخطيط الاستراتيجي

    أوضحت إحدى الدراسات التى تمت على مجموعة من المنظمات الامريكية لــ (هيلين م. ميتشل) وما عكستنه الخبرة الطويلة والتخصص الدقيق للمؤلفة وما تم على أرض الواقع من أن 90% من خطط الاستراتيجية لم تنجز بفعالية فضلا عن أن ٣٠% من الشركات التى كانت تتبوأ قمة صناعتها لم تعد كذلك خلال الخمس سنوات الاخيرة. ولقد اتخذت الباحثة موضوع “الاستراتيجية” كموضوع بحث لأنها أكثر الموضوعات اهتماما لدى المنظمات المعاصرة كما أن الاستراتيجية هى المولد للميزة التنافسية المستدامة ولقد حددت الدراسة الأخطاء السبعة التالية باعتبارها أخطاء شائعة تمثل فخ للشركات لكونها شهادة وفاة للتخطيط وهى:

    1. الافتقاد للتكامل Lack of Integration

    إن التخطيط مجرد خطوة اولى وأنه لكى تكون الاستراتيجية فعالة يجب أن تتوحد وتتكامل مع الخطط البشرية والتنظيمية وخطط العمليات او خطط الاعمال. وأيضا ضرورة دمج التفكير الاستراتيجى فى كل الأعمال التنظيمية.

    2. النظر إلى جزء وحيد للأعمال وليس الكل Looking at only a part of the business and not the whole

    يجب تقديم اعتبارات متساوية للوظائف التنظيمية المختلفة حتى تتصرف وتتكيف فالبشر والعمليات والتكنولوجيا هم الآله التى سوف تحرك وتدفع الاستراتيجية للامام وأن التخطيط الجيد هو ما سيزيد من احتمالية النجاح.

    3. عدم التفكير بما فيه الكفاية Not thinking BIG enough

    إن التفكير الجيد يجب أن يكون نتيجة أفكار متميزة عن المنافسين الآخرين فضلا عن تحقيق الميزة التنافسية المستدامة. إن المديرون يعيدون اختراع صناعتهم بأفكار مبتكرة وجذرية.

    4. التفكير المستقبلي القائم على الواقع الحالى: Limiting future thinking based on current reality

    يجب العمل مع ما يمكن أن يكون وليس ما هو قائم ومن ثم لا يجب ترك القيود المفروضة على الواقع الحالى أن تحد المستقبل. ولذا ضع خطط للعاملين والعمليات لأنها هى التى تدفع وتقود نحو التغيير المطلوب فى المستقبل.

    5. عدم إشراك أصحاب المصالح الرئيسيين Not including key stakeholders

    إنه لمن الضروري اشراك جميع الاطراف سواء موردين ام بائعين أو مديرين وغيرهم ليس لجمع الآراء بل لخلق شعور بالملكية والانتشاء.

    6. اهمال البيانات Ignoring the data

    لابد من العمل وفق بيانات شاملة ودقيقة ويعتمد عليها فى اتخاذ القرارات المختلفة مع الابتعاد عن التخمين أو التحريف والتغيير فى البيانات لرغبة فى الحصول على استنتاجات معينة.

    7. عدم قياس الأنشطة الرئيسية المرتبطة بالرؤية Not measuring key activities aligned with the vision

    إن ادارة الأداء والتعويضات والمقاييس المالية وبطاقة الأداء المتوازن كلها تكتيكات تتوجه صوب الخطة الاستراتيجية وأن ما تم قياسه هو ماتم الحصول عليه.

    مقالة ذات صلة: التعويضات والمزايا: التعريف والأهمية والأنواع وأمثلة

    فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.