الإدارة العامة: تعريفها، أهميتها، مبادئها،

الإدارة العامة: تعريفها، أهميتها، مبادئها،
(اخر تعديل 2023-11-08 16:52:24 )

في هذه المقالة سنوضح ما هو تعريف الإدارة، وما هي وظائف الإدارة، ثم سنوضح ما هي الإدارة العامة، وسبب أهميتها، وما هي مبادئها، وخصائضها.

تعريف الإدارة

الإدارة هى وظيفة تنفيذ الأعمال عن طريق الآخرين باستخدام التخطيط و التنظيم و التوجيه و الرقابة ، وذلك من أجل تحقيق أهداف المنظمة بكفاءة وفاعلية ، مع مراعاة المؤثرات الداخلية والخارجية.

مقالة ذات صلة: ما هي الإدارة؟ – تعريف الإدارة وأهميتها ووظائفها ومستوياتها

وظائف الإدارة

وكما اتضح من تعريف الإدارة أن هناك أربع وظائف أساسية تمارسها الإدارة ويطلق عليها العملية الإدارية (عناصر الإدارة) وهي التخطيط و التنظيم و التوجيه و الرقابة ؛ ويجب ان تفكر في الوظائف الأساسية الأربع للإدارة باعتبارها المسؤوليات الأساسية الأربع التي يجب على كل قائد الوفاء بها.

مقالة ذات صلة: وظائف الإدارة – التخطيط و التنظيم و التوجيه و الرقابة بالتفصيل

معنى الإدارة العامة

تتكون كلمة الإدارة العامة من كلمتين الأولــى Administration وهــي فــي الأصل كلمة لاتينية تتكون من جزئين Ad+minister حيــث Ad بمعنى To اما كلمــة Minister فبمعنى Serve أي أن الكلمة تعني To Serve والإدارة بـذلك تعنـي الخدمة علــى أســاس أن من يعمــل بالإدارة العامة يقــوم على خدمة الآخرين أو أن يصـل عــن طريـق الإدارة إلــى أداء الخدمة وهــذا هــو المعنى اللفظي لأصل الكلمة؛ أما الكلمة الثانية فهي Public أي عامة أي أنها تخص عموم الشعب والحكومة طرفهـا الثــاني تمييــزاً لها عن أنواع الإدارة الأخرى وأهمها الإدارة الخاصة “إدارة الأعمال”.

ويلاحظ أن الحكومـة هنـا تعنـي الوظيفـة التنفيذية فـــي الدولـــة، وبالرغم مـــن أن الإدارة العامة تـــرتبط بالحكومة إلا أنهـا أشمل مـن ذلـك حيـث تعنـي الإدارة العامة مجموعـة الأشخاص والأجهزة القائمة تحت سلطة الحكومة لأداء المهام التالية:

  • تنفيــذ مختلــف القوانين واللوائح التي تختص بهــا أجهــزة الدولــة التنفيذية.
  • إشباع الحاجات الأساسية للمواطنين .
  • أداء الخدمات العامة بالجودة المطلوبة وبالتكلفة المناسبة .
  • أي أن الإدارة العامة باختصار تمثل مجموع النشــاط والعمل الحكومي الموجه نحو أداء الخدمات العامة والإنتاج الحكومي وذلك في ضوء المصلحة العامة للدولة ووفقاً لاحتياجات طالبي الخدمـة مـن أفـراد الشعب وعلـى هـذا فخلاصـة العلـم هـو تقـديم خدمـة عامـة Public أي لجميع الناس.

    تعريف الإدارة العامة

    الإدارة العامة Public Administration هي فرع من الموضوعات الأكثر شمولاً وهـو الإدارة، فالإدارة نشـاط يتعلق بتنفيذ الأعمال بواسـطة الآخــرين، فإذا كانت هذه الأعمال عامة أي تتعلـق بتنفيـذ السياسـة العامـة للدولـة أطلـق علـى الإدارة فــي هـذه الحالة الإدارة العامـة، وبالتالي فكلمة عامة هي صفة تصف النشاط الإداري بأنه عام Public أي لجميع الناس والحكومة طرف، واعلم عزيزي القارئ ان التعمق في تعريفات الإدارة العامة وتحليلها، لا يخـرج بنا بعيـداً عـن هـذا المعنى المبسط لأن المصـطلح يوضـح نفسه بنفسه !!

    أهمية الإدارة العامة

    تلعب الإدارة العامة دورًا حيويًا في أداء الحكومات وتقديم الخدمات العامة، وتكمن أهميتها في عدة مجالات رئيسية:

  • تقديم الخدمات: الإدارة العامة مسؤولة عن تنفيذ السياسات والبرامج الحكومية؛ وتضمن توفير الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية والرعاية الاجتماعية للمواطنين بكفاءة وفعالية.
  • تنفيذ السياسات: تترجم السياسات والقوانين التي تضعها الحكومة إلى برامج ومبادرات قابلة للتنفيذ، وتضمن أن المسؤولين العموميون يقومون بتنفيذ هذه السياسات بطريقة تتوافق مع الأهداف المقصودة وتفيد الجمهور.
  • التنظيم والتنفيذ: تضع الإدارة العامة وتنفذ اللوائح والقوانين للحفاظ على النظام، وحماية حقوق المواطنين، وضمان الممارسات العادلة والأخلاقية في مختلف القطاعات.
  • تخصيص الموارد: المسؤولون العموميون مسؤولون عن تخصيص الموارد العامة، بما في ذلك مخصصات الميزانية، لمختلف البرامج والمشاريع؛ ويتضمن ذلك اتخاذ قرارات بشأن الأولويات والتأكد من استخدام الموارد بكفاءة.
  • إدارة الأزمات والاستجابة لحالات الطوارئ: في أوقات الأزمات، مثل الكوارث الطبيعية أو حالات الطوارئ، تلعب الإدارة العامة دورًا حاسمًا في تنسيق وقيادة جهود الاستجابة؛ وتضمن سلامة ورفاهية المواطنين.
  • تعزيز الرعاية الاجتماعية: غالبًا ما يتم تكليف الإدارة العامة بتصميم وتنفيذ البرامج التي تعالج القضايا المجتمعية مثل الفقر والبطالة والرعاية الصحية والتعليم؛ فهي تهدف إلى تحسين الرفاه العام للسكان.
  • المساءلة والشفافية: تعمل الإدارة العامة على تعزيز المساءلة من خلال توفير آليات للرقابة وتقييم الإجراءات الحكومية؛ فهي تضمن اتخاذ القرارات بشفافية ومساءلة الموظفين العموميين عن أفعالهم.
  • الكفاءة والفعالية: تساعد الإدارة العامة الفعالة في تبسيط العمليات، والحد من الروتين البيروقراطي، وتعزيز كفاءة العمليات الحكومية؛ وهذا يؤدي إلى توفير التكاليف وتحسين تقديم الخدمات.
  • حل النزاعات: يمكن للإدارة العامة أن تعمل كوسيط في حل النزاعات والخلافات، سواء داخل الحكومة أو بين مختلف أصحاب المصلحة في المجتمع؛ فهي تلعب دوراً في الحفاظ على الانسجام والتماسك الاجتماعي.
  • تعزيز التنمية الاقتصادية: من خلال السياسات المتعلقة بالتنمية الاقتصادية، يمكن للإدارة العامة أن تخلق بيئة مواتية للاستثمار، وتخلق فرص العمل، وتعزز النمو الاقتصادي، مما يؤدي إلى الرخاء الشامل.
  • خصائص الإدارة العامة

    يمكن إجمال خصائص حقل الإدارة العامة بما يلي:

  • تعتبر الإدارة العامة ظاهرة تسود كافة المجتمعات المدنية على اختلاف أيدلوجياتها كونها تؤدي وظائف محددة لا يمكن إلا الوفاء بها.
  • قدرة الإدارة العامة على ممارسة السلطة وفرض سياساتها بالقوة القانونية.
  • يحظى نشاطات الإدارة العامة بالأولوية بالنسبة لغيرها من المصالح الخاصة.
  • تمثل الإدارة العامة أكير منظمة متعددة الأغراض والخدمات تقدم طائفة واسعة من الخدمات والسلع.
  • تتحمل الإدارة العامة مسؤولية نشاطاتها وأدائها أمام القيادة السياسية العليا في الدولة.
  • خضوع الإدارة العامة للتأثيرات السياسية العامة بما في ذلك من محددات وفرص.
  • ارتفاع مستوى التوقعات الاجتماعية الملقاة على عاتق الإدارة العامة من حيث رفع سوية الأداء.
  • مبادئ الإدارة العامة

    إن أبرز المبادئ التي تحكم عمل الإدارة العامة في أي مجتمع معاصر ما يلي:

  • الشرعية القانونية Legitimacy: أي أن الأصل في ممارسة كافة الأعمال والأنشطة هو استنادها إلى القوانين والأنظمة.
  • المؤسسية Institutionalization: وهي سيادة العمل التنظيمي القانوني المنضبط بالإجراءات والقواعد الموضوعية المحايدة البعيدة عن التأثيرات والأحكام والأمزجة الشخصية المتغيرة، مما يضمن درجة مقبولة من الاستمرارية والثبات والموضوعية.
  • المسؤولية العامة Responsibility: الالتزام الموضوعي بأهداف ومتطلبات وواجبات محددة بموجب القوانين والأعراف والتقاليد التي تحكم العمل العام، حيث يتم تعزيز هذه المسؤولية من خلال إجراءات ووسائل قانونية محددة بالإضافة إلى الرقابة الذاتية للأفراد.
  • المساءلة Accountability: الوقوف علي إمكانية التحقيق وبيان مسؤولية الأفراد والمؤسسات وتحديد الأخطاء تمهيداً لاتخاذ الإجراء المناسب بشأنها.
  • الخدمة العامة Public service: النظر إلى العمل الحكومي كخدمة وواجبا مجتمعي وليس كمنصبا لممارسة القوة والنفوذ وتحقيق المآرب الذاتية والعائلية.
  • المهنية Professionalization: اعتبار الإدارة العامة حقل مهني متميز المتطلبات والمهارات والتأهيل العلمي والفني والسلوكي وغيرها.
  • نظام الجدارة Merit System: أي وضع الشخص المناسب في الموقع الملائم وفقاً لمؤهلاته وخبراته ضمن إطار المعايير القانونية والموضوعية المتبعة.
  • النظرة النظامية المفتوحة Open Systems view لنشاطات الإدارة العامة ومشكلاتها وعلاقاتها على كافة المستويات، وبالتالي الاهتمام بعلاقاتها البيئية المحلية والخارجية.
  • النظرة المستقبلية الفاحصة: وتعني استشراف المستقبل بناء على خطط واستراتيجيات ملامة للمستجدات وتقدير مستقبل الأحداث بناء على نظام معلومات معاصر وشامل.
  • الإبداع في المفاهيم والأساليب والتكنولوجيا المناسبة للإنجاز الأفضل المتميز.
  • الفرق بين الإدارة العامة و ٕدارة الأعمال

    بالنسبة للفرق بين الإدارة العامة وادارة الأعمال فهناك رأيان الأول يرى أن هناك اختلاف بين إدارة الأعمال والإدارة العامة بينما يرى الرأي الثاني أنه لا يوجد اختلاف بينهما، وقدتناولنا ذلك فى مقالة منفصة بعنوان الفرق بين إدارة الأعمال و الإدارة العامة انصح بالإطلاع عليها.

    أهمية دراسة الإدارة العامة

    لماذا ندرس الإدارة العامة؟ ?Why Study public administration، ربما يثار تساؤل لدى القارئ وهـو لماذا يتم تدريس الإدارة العامة فـي كليـات إدارة الأعمال؟ والإجابة أن هناك بعض الأسباب لذلك وهي :

    1. إعداد الأفراد للمناصب الإدارية في المنظمات العامة

    هناك العديد من المجالات الإدارية في المنظمـات العامـة التـي تؤثر على المجتمع ككل كرئيس الجمهورية أو رئـيس مجلـس الـوزراء أو الوزير أو المحافظ أو رئيس الجامعــة، ويكـون شاغلي هــذه الوظــائف مسئولون عن قرارات على نطاق واسع وشـامل قـد يشـمل الدولـة كلهـا أو العـالم كلـه مثـل القـرارات التـي يتخذها رؤسـاء الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، وبالتالي فإن تأثيرها ضخم وتكون مكلفة وتؤثر على العالم ككل.

    ومن هنا فإن هؤلاء الأفراد لابد أن يكون لديهم معرفـة علميـة بـإدارة مـوارد بلادهم وكذلك معرفـة أسـس اتخـاذ القـرارات وعلـى هــذا فلابــد أن ينغمســوا فــي بــرامج إداريــة منظمــة ولمــدد طويلــة حتــى يستطيعوا إدارة مواقعهم بكفاءة وفاعلية و احتـراف؛ فعلى سـبيل المثال لا يصـل رئـيس أي دولـة كبـرى إلـى موقـع الحكـم إلا إذا بـدأ مـن أسـفل أي علـى مسـتوى الوحـدات المحليـة أو الولايـة ثـم بعـد ذلـك إلـى الدولـة حيـث يكون تدرج في المستوى الإداري.

    مقالة ذات صلة: مهارات اتخاذ القرار – 9 أمثلة عليها و 14 طريقة لتطويرها

    2. ضرورة امتلاك المهارات الفنية والإدارية

    قد يرغب أي منا في العمل في إحدى المنظمات الحكومية مثل وزارة الخارجيـة أو وزارة السياحة أو وزارة الصحة أو غيرها وبالتالي فلابد من امتلاك المهارات الفنية والإدارية للنجـاح و الوصـول إلـى أعلـى منصب في هذه المنظمـات؛ وبالطبع يبـدأ الفـرد بممارسة مهام فنيـة فـي أي منظمـة يلتحــق بهـا، ثـم يلــي ذلــك تولي منصب إداري وعلــى الفــرد الذي سيعمل في هذا المجـال أن يكـون لديه إلمام كاف بظروف العمـل وأسلوبه وكذا العاملين فيــه ومعايير النجاح في مثل هذا النوع من المنظمات، والأهم هو المهارات الإدارية المطلوبة.

    3. ضرورة التفاعل بين منظمات الأعمال والمنظمات الحكومية

    بالنسبة للفرد الذي لا يرغب في العمل فـي القطاع الحكومي فقـد يضطر للتعامل مـع هـذا القطاع كي يبيـع له منتجاته أو خدماته، فمثلاً وزارة الدفاع الأمريكية تشترى من الشركات الخاصة أسلحة مثل شركة لوكهيد مارتن؛ وبالإضافة إلى هـذا فإن الحكومة تـؤثر في المناخ الـذي تعمل فيه أي منظمة أعمال من خلال تشريعاتها وقوانينها، وبالتالي فمن مصلحة رجال الأعمال وأصحاب المشروعات الصغيرة التعامل مع الحكومة.

    4. تأثير المنظمات الحكومية على حياتنا

    هناك هدف أساسي مـن دراسة الإدارة العامة بالإضافة للأهداف السابقة ألا وهـو التعامل مـع الموضوعات العامة التي تؤثر على حياتنا، فكلنا تتأثر بالقرارات الحكومية من خلال السياسات العامـة للدولة كالتعليم والصحة والأمن مـثلاً وعلـى هـذا فمـن المفيـد بـل ومـن الحتمي فهم عمليات المنظمات الحكومية وكيف يمكن تطويرها، والأهم هو الحرص على تلقي خدمة متميزة تليق بنا كبشر.

    5. تأثير المنظمات العامة على مواردنا

    تستهلك المنظمات العامة موارد مالية وبشرية ضخمة أكثـر مـن أي قطاع آخر، فمشـروع متـرو الأنفـاق في القـاهرة والطرق السريعة والكباري ووسائل الاتصال وأوجه الإنفاق الحكومي علـى الأمن والدفاع والجيش.. الخ، كل هـذه المجـالات تستوعب قـوى بشرية ضخمة وتمثـل أيضاً إنفاق ضخم وهذا يتطلب إدارة فعالة كي نسـتطيع الحصـول علـى أقصى عائد من استخدام هذه الموارد.

    ومـن الأسـباب والـدوافع السـابقة يظهـر أن دراسـة الإدارة العامـة داخـل كليـات إدارة الأعمـال عمليـة أساسية وضرورية كـي يمكـن ضخ كل ما تم التوصل إليه من مفاهيم وأدوات في علم إدارة الأعمال لخدمة المنظمات العامة وزيادة فاعليتها وكفاءتها.

    مقالة ذات صلة: العائد على الاستثمار: ما هو، اهميته، عيوبه، كيفية حسابه وتحسينه

    طرق ومناهج دراسة الإدارة العامة

    تشير الإدارة العامـة إلـى إدارة المنظمـات العامـة والحكوميـة فـي الـدول المتقدمـة لكنهـا تتعـدى هـذا إلـى إدارة التنميـة والتطـور فـي الـدول النامية ونظـراً لتنـوع الأدوار التـي تلعبهـا الإدارة العامـة، فـإن هنـاك عـدة طرق لدراستها وهي:-

    1. المنهج القانوني

    ويعتبر هذا المنهج أول منهج درسـت مـن خلاله الإدارة العامـة منذ أن قامت الحكومة ومنذ أن ظهر التنظيم الحكومي، ولقد اهتم دارسو الإدارة العامة طبقاً لهذا المنهج بمحاولة إيجاد حدود فاصلة بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية للدولـة، وبنوا إطارهم النظري لهذا المنهج حـول محـور الحقوق والالتزامات القانونيـة الخاصــة بالإدارة العامة، باعتبارها تقــع فــي داخــل السـلطة التنفيذيـة؛ وبالتالي فقد تركز الاهتمام علـى الجوانـب القانونيـة التـي تحـدد نشاطات الإدارة العامـة (السـلطة التنفيذيـة)، ودورهـا بالنسبة للنشاطات والسلطات الأخرى.

    2. المنهج الوصفي

    ويعكــس المــنهج الوصــفي الطريقــة التقليديــة فــي دراســة الإدارة العامة، ويعتمد على وصف الإدارة وتحديد شكلها وهيكلها، ولا يتعـرض هذا المنهج لعوامل البيئة والسلوك الإنساني والعوامل الاجتماعيـة وكثيـر من الأمور التي تتناولها المناهج الحديثة.

    3. المنهج السلوكي

    ويركـز المـنهج الســلوكي فـي دراسـة الإدارة العامــة علـى تحليــل الاعتبارات السلوكية والاجتماعيـة المتعلقـة بالتنظيم، مثـل دور التنظيم الرسمي والتنظيم غير الرسمي، كمـا يركز المنهج علـى دراسـة وتحليل الهيكل التنظيمي ، والسلوك الإداري، وأدوار الجماعات وبالذات الصغيرة وسلوكها وتفاعلها مــع أهــداف التنظيـم، ووسائل الاتصالات وفعاليتها وتكوين القيادات الإدارية وانعكاس التفاعلات التنظيميـة علــى عملية صنع القرارات .

    مقالة ذات صلة: الاتصالات الإدارية – التعريف، الأهداف، الأهمية، الأنواع، المعوقات
    مقالة ذات صلة: القيادة: التعريف، الأهمية، الأنواع، الخصائص، النظريات

    4. المنهج التحليلي

    يحـاول المنهج التحليلي التغلب علـى العيـوب الخاصـة بالمناهج السابقة، وهـو يعتبـر منهجـاً حـديثاً فـي دراسـة الإدارة العامـة، حيـث يتنـاول الإدارة العامة مـن جميـع جوانبها الرئيسـية؛ فيتنـاول خصائصها ومحيطها وبيئتها ودورها وموضوعها والعوامل المؤثرة عليهــا كعلم مـن العلـوم الاجتماعيـة؛ وبالتالي فـإن المنهج التحليلي يتعـرض لغالبية الموضوعات التي تتناولها المناهج السابقة مجتمعة.

    5. منهج البيئة

    ويركز مفهوم أو منهج البيئة على دراســة الإدارة مــن زاوية الظواهر المختلفة التي يعمل فيها نظـام الإدارة، كـذلك التفاعلات التـي يتقـاطع فيهـا النظـام الإداري مـع غيـره مـن الـنظم الفرعيـة الموجـودة فـي داخـل الجماعـة السياسـية مثـل الـنظم الاقتصادية والاجتماعيـة والدينية والثقافية التعليمية وغيرهـا، بمعنى النظـر إلـى النظام الإداري للمنظمة العامة علــى أساس أنه نظاماً متصلاً بالتركيب الاجتماعي والثقافي والعقائدي، وعلى أساس أنه يؤثر في عناصر التركيب ويتفاعل معها.

    6. منهج النماذج أو المنهج المقارن

    لا يوجـد اتفـاق علـى مضمـون النمـوذج، وإنمـا يتحـدد ذلـك وفـق فلســفة واتجاهات الكاتب أو الباحث؛ فقــد تدرس الإدارة العامة علــى أساس المقارنة بين المجتمعات الزراعية والصناعية مـع تحليل الظواهر السياسية والاجتماعية والاقتصادية بكل نموذج، وقـد تكـون مقارنـة بـين نظم الإدارة العامة في المجتمعات المتقدمة والنامية .

    7. المدخل الإداري للإدارة العامة

    ويعتمد المدخل الإداري لـلإدارة العامـة علـى تقليـل الاختلافـات بــين المنظمــات العامــة والمنظمــات الخاصــة علــى اعتبــار أن المنظمــة العامـة هـي منظمـة خاصـة لكنهـا أكبـر وأضـحم وبالتـالي فلابـد أن تـدار بنفس أسلوب المنظمة الخاصة (نفـس المعـاني والمعايير التـي تـدار بهـا المنظمات الخاصة) حتى تحقق المنظمات الحكومية الكفاءة في الأداء.

    وترجع جذور هذا المدخل إلـى بدايـة القـرن التاسـع عشـر عنـدما نادى كثير من المصلحين في الولايات المتحدة الأمريكية إلى تبنـي هـذا المدخل كوسيلة لتنظيم وإدارة العمـل بعـد سلسـلة الفضائح والفساد وعـدم الكفاءة التي سادت هذا العنصر ولقد أدى اختلاط السياسة بالإدارة إلـى ظهــور فئــة مــن القــادة العسكريين الغيــر مناسبين Unfit لقيادة الأمة وأصبحت وظائف الدولة يحتلها أسـد النوعيات المرفوضة مـن المجتمـع. (The Nation s Refuse Garbage (Rainey, 1991) ولقـد نــادى هــؤلاء المصلحون بــأن العــلاج هــو إدارة المنظمــات الحكوميــة بــنفس المنطق والأسلوب الــذي تــدار به المنظمــات الخاصة.

    و علــى هــذا فلابــد مــن فصــل الأمــور السياســية عــن أمــور الإدارة وأن يتم اختيار المديرين في المنظمات العامة علـى أسـاس التميـز والكفـاءة Merit and Fitness بدلاً من الاعتبارات السياسية؛ ولقد تبلور هذا المدخل أكثـر وأكثـر عنـدما جـاء Wilson عـام ١٨٨٠ ووضع أسـس علـم الإدارة العامـة علـى أسـاس أن مجـال الإدارة يجــب أن يبعــد عــن السياســة وأن مشــاكل الإدارة العامــة هــي مشــاكل إداريـة و ليسـت مشـاكل سياسية بمعنى آخـر أن الإدارة العامـة هـي أحـد مجـالات إدارة الأعمال. ويرى Wilson أيضاً أن دور الإدارة العامة ينحصر فى :

  • ما الذي تستطيع What الحكومة أن تؤديه بنجاح .
  • كيف How ستؤدي الحكومة ذلك بأقصى كفاءة وفاعلية .
  • ولتطبيـــق ذلـــك بنجـــاح، فـــإن الـــذي يتـــولى زمـــام الأمـــور فـــي المنظمـات العامـة هـم طبقـة المـديرين المحتـرفين ولـيس طبقـة السياسـيين وأن تكـون الكفــاءة فــي الإدارة هـي الأســاس ويجــب أن نقلـل مــن تــدخل السياسة لأنها تؤدي إلى انخفاض الكفاءة.

    ولقد أدركت المجتمعات التي سبقت إلى تحقيق النهضة والتقدم هــذه الحقيقــة، فحينما قامت الثورة البلشفية فــي روســيا عــام ١٩١٧، وتحقق لها الاستقرار، قال رئيس الولايات المتحدة آنذاك، لقد قام النظام الشيوعي في الشرق، ولدينا نظامنا الرأسمالي في الغرب، وأي النظامين سوف يتفوق هو أفضلهما إدارياً؛ وهكذا اتجه النظر إلى جوهر الأمر ورؤيته فـي إطـاره الصـحيح فليست النظريات أو العقائد التي يقــوم عليهــا أي النظامين هي التــي قــدرت مصيره النهائي بقـدر ما يـرتبط هــذا المصير بمستوى كفاءة وفعالية إدارة كل من النظامين؛ وتلتقي وجهة النظر هذه مع قـول مأثور لشكسـبير حيـث يقـول:-

    إن الدول القوية هي التي تعتمد على إدارة ناجحة ســـواء للأعمال الحكومية أو الأعمال الدوليـة أو الخاصة وهذه تحتاج إلــى المديرين المحترفين

    فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.