تعريف القانون وخصائصه وأهمية القانون ومصادره

تعريف القانون وخصائصه وأهمية القانون ومصادره
(اخر تعديل 2023-06-22 13:31:34 )

تعريف القانون وخصائصه وأهمية القانون ومصادره وأقسامه

تعريف القانون لغة واصطلاحاً

تعريف القانون في اللغة

تطلق كلمة قانون. في اللغة العربية على القاعدة الثابتة المطردة، فإذا تكرر أمر معين على وتيرة واحدة بحيث يعتبر خاضعاًً لنظام ثابت قيل إنه يخضع لقانون معين، وفي هذا المعنى يقال -مثال- قانون تعاقب الليل والنهار في مجال علم الفلك، وقانون الجاذبية الأرضية في مجال علم الطبيعة، وقانون العرض والطلب في مجال علم الاقتصاد.

وعلى الرغم من أن كلمة “القانون” ليست عربية في أصل نشأتها، إلا أنها اندرجت في لغتنا العربية منذ ما يقرب من الألف عام، بل أن العرب كان لهم السبق في استخدام هذه الكلمة بما يفيد في معنى القواعد المطردة، فقد استخدمها أبن سينا عنوانا لأحد كتبه وهو “القانون في الطب”، كما أطلقها أبن خلدون على أحد فصول مقدمته الشهيرة وهو “الاستدلال على ما في الضمائر الخفية بالقوانين الحرفية”.

والخلاصة التي ننتهي إليها من المعنى اللغوي لكلمة “قانون” أنه يفيد في الاستمرار والنظام. وكما هو واضح فإن هذا المعنى يتسم بالعموم والشمولية بما يجعله ينطبق على العديد من العلوم كالفلك والطبيعة والاقنصاد بالإضافة إلى علم القانون، وبالتالي فهو ليس المعنى الضيق الذي نقصده من دراستنا لنظرية القانون.

تعريف القانون في الاصطلاح

لما كان المعنى اللغوي ليس هو المقصود في مجال علم القانون الذي نتناوله في مقالات مفصلة انصحك بالإطلاع عليها، لذا اتجه الفقهاء نحو إعطاء تعريف مستمد من خصائص القاعدة القانونية ذاتها.

ومن هذا المنطلق درج الفقهاء على تعريف القانون بأنه :

“مجموعة القواعد العامة المجردة التي تنظم سلوك الأفراد في المجتمع، وتقترن بجزاء مادي يكفل احترامها” والقانون وفقا لهذا التعريف هو القانون بمعناه العام، وهذا المعنى هو المستفاد من لفظ القانون عند إطلاقه.

وهذا هو المعنى العام المقصود باصطلاح القانون.

غير أن اصطلاح القانون قد لا ينصرف إلى هذا المعنى العام، فقد يقصد به مجموعة القواعد القانونية التي تضعها السلطة التشريعية لتنظيم مسألة معينة، فيقال مثلاً قانون المحاماة أو قانون تنظيم الجامعات.

وفي هذه الحالة ينصرف اصطلاح القانون إلى معنى أضيق من المعنى السابق، حيث يقصد به التشريع فقط، وللعلم التشريع ليس هو القانون بمعناه الواسع ولكنه أحد مصادر القانون .

مقالة منفصلة نشأة القانون وتطوره وتاريخ القانون ومراحله بالتفصيل

أهمية القانون

1. يحدد القانون معايير السلوك المقبول وغير المقبول

والقانون في أبسط مستوياته يتعلق بتخفيف حدة الصراع فى المجتمع. عند وضع القوانين تحدد المجتمعات تحديداً دقيقاً لما يدفع إلى الصراع وتعمل على تجريمه، بعض الأشياء واضحة –مثل القتل والسرقة– وقد أدرجت في قوانين تمتد من العصور القديمة حتى الان. ومع ذلك، مع مرور الوقت وتغير المجتمعات، تتغير سلوكيات الناس وما كان مقبولاً في الماضي لم يعد مقبولاً والعكس صحيح، ولذلك تتكيف النظم القانونية بحيث يمكن أن توفر الوضوح والسياق للأعمال غير المقبولة. كما أنها توفر مبادئ توجيهية للعواقب المناسبة.

2. القوانين توفر الوصول إلى العدالة

العدالة عمياء، لا يهم من تعرض للإعتداء او من قام بالإعتداء، ما يهم هو أن القانون قد تم خرقه. ويجب أن يتمتع كل فرد في المجتمع -وليس فقط قلة محظوظة- بالمساواة في الوصول إلى العدالة من خلال القانون.

3. القوانين تُبقي الجميع آمن

القوانين ليست فقط لمحاسبة المتسبب في الظلم والأذى، إنهم يعملون على منع الظلم والأذي من البداية. قوانين سلامة الأغذية هي مثال رئيسي على ذلك. في الماضي، كانت صناعة الأغذية غير منظمة بشكل مروع. في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، اتخذ منتجو الأغذية الأميركيون تدابير متطرفة في سعيهم لتحقيق الربح. قاموا بخلط الحليب بالماء وإضافة مواد مثل الطباشير لإكساب الحليب لون. خلطوا الأوساخ في القهوة والشاي والتوابل وأضافوا الرصاص إلى البيرة والنبيذ. وفي عام 1906، أقر الرئيس روزفلت والكونغرس قانون الأغذية النقية والعقاقير، فضلا عن قانون تفتيش اللحوم. وكان ذلك بداية سلامة الأغذية الحديثة ورصدها في الولايات المتحدة الأمريكية. واليوم، تحمي قوانين سلامة الأغذية الجمهور في معظم دول العالم من التسمم الغذائي الذي يحتمل أن يكون قاتلا.

4. قوانين تحمي الأكثر ضعفا في المجتمع

تم تصميم العديد من القوانين خصيصا لحماية مجموعات معينة من الناس. فقوانين مثل قانون الحقوق المدنية (الولايات المتحدة) وقانون التمييز على أساس الجنس (أستراليا) تجعل التمييز بين المواطنين غير قانوني. تحمي هذه الأنواع من القوانين ما يعرف ب “الحقوق السلبية”، وهو الحق في التحرر من شيء ما، مثل التمييز.

يمكن التمييز ضد أي شخص، ولكن كما يظهر التاريخ، بعض الناس أكثر عرضة للخطر. فالقوانين التي تهدف إلى منع التمييز على أساس العرق والجنس والدين، وحماية هذه الجماعات بشكل أكبر، ومنحها فرص أفضل للوصول إلى العدالة.

مقالة منفصلة أهمية القانون في المجتمع ولحياتنا وضرورة القانون وأهدافه

خصائص القاعدة القانونية

ويمكننا أن نخلص من التعريف السابق للقانون بأن القاعدة القانونية تتميز بخصائص ثلاث :

1. قاعدة عامة ومجردة
2. قاعدة تنظم سلوك الأفراد في المجتمع.
3. قاعدة مصحوبة بجزاء توقعه السلطة العامة على المخالف.

أولاً:- القاعدة القانونية عامة ومجردة:

يقصد بعمومية القاعدة القانونية أنها تسري على جميع الأشخاص المخاطبين بحكمها وعلى جميع الوقائع التي تدخل في مضمونها.

التجريد يقصد به صياغتها بحيث تخلو من الصفات والشروط الخاصة التي قد تؤدي إلى تطبيقها على شخص معين بذاته أو على واقعة محددة بعينها.

فالقاعدة القانونية إذن لا نصدر لحكم واقعة بعينها أو تنظيم أمور شخص معين، وإنما تصدر لتنظيم سلوك أفراد المجتمع بصفة عامة، فهي تنشأ في عبارات مجردة لا تشير إلى أشخاص معينة أو إلى وقائع محددة بالذات، ومن ثم تطبق عامة على جميع الأفراد الذين تتوافر فيهم الشروط التي حددتها القاعدة.

ثانياً:- قاعدة تنظم سلوك الأفراد في المجتمع

لا يتصور وجود القاعدة القانونية إلا حيث يوجد مجتمع، والعكس كذلك صحيح، إذ لا يتصور وجود مجتمع بدون قواعد قانونية تحكمه وتنظم شئون أفراده، فالقانون إذن ضرورة اجتماعية، وهو في هذا الخصوص لا يهتم إلا بالسلوك الخارجي للأفراد.

ثالثاً:- القاعدة القانونية مصحوبة بجزاء مادي يكفل احترامها

رأينا فيما سبق عندما تناولنا أهداف القانون ، أن القانون يتدخل لضبط وتنظيم سلوكيات الأفراد في المجتمع، وهذا لا يتأتى إلا إذا كانت قواعده ملزمة، يجبر الأفراد على احترامها عن طريق توقيع جزاء، وإلا فقدت القاعدة صفتها، ولم نصبح قاعدة قانونية بالمعنى الدقيق. فالجزاء إذن يعد من أبرز الخصائص التي تميز القاعدة القانونية عن غيرها من القواعد الاجتماعية.

مقالة منفصلة تعريف الجزاء القانوني وخصائص الجزاء و تطوره

أقسام القانون – تقسيمات القانون

ويتجه الفقهاء إلى تقسيم القانون تقسيمات متعددة وفقاً للأسس المختلفة التي تبنى عليها هذه التقسيمات:

اولاً:- ينقسم القانون إلى قانون عام وقانون خاص

بالنظر إلى أطراف العلاقة التي يحكمها القانون ينقسم القانون إلى قانون عام وقانون خاص. فالقانون العام هو مجموعة القواعد التي تنظم العلاقات التي تكون الدولة طرفا فيها باعتبارها سلطة ذات سيادة، أما القانون الخاص فهو مجموعة القواعد التي تنظم العلاقات بين الأفراد أو بينهم وبين الدولة باعتبارها شخصا عاديا لا باعتبارها سلطة ذات سيادة.

ثانياً:- تنقسم قواعد القانون إلى قواعد آمرة وقواعد مكملة أو مفسرة

أما بالنظر إلى مدى إمكانية اتفاق الأفراد على مخالفة القاعدة القانونية، تنقسم قواعد القانون إلى قواعد آمرة وقواعد مكملة أو مفسرة. فالقواعد الآمرة هي القواعد التي لا يجوز للأفراد الاتفاق على مخالفتها، أما القواعد المكملة فهي التي يسمح للأفراد مخالفتها بموجب اتفاقات خاصة بينهم.

مقالة منفصلة القواعد القانونية – القواعد الآمرة والمكملة تعريفها وأمثلة عليها

ثالثاً:- يقسم الفقهاء القواعد القانونية إلى قواعد موضوعية وأخرى إجرائية

يقسم الفقهاء القواعد القانونية إلى قواعد موضوعية وأخرى إجرائية. والقواعد الموضوعية هي التي تبين الحقوق والواجبات، كالقواعد التي تبين حقوق والتزامات كل من البائع والمشتري في عقد البيع، وحقوق والتزامات كل من المؤجر والمستأجر في عقد الإيجار مثلا، أما القواعد الإجرائية (الشكلية) فهي التي تحدد الإجراءات الواجبة الاتباع لضمان احترام القواعد الموضوعية، كالقواعد التي تبين كيفية رفع الدعوى أمام المحاكم وطريقة نظرها والفصل فيها من جانب القضاة.

مقالة منفصلة ما هو الفرق بين القاعدة القانونية الآمرة والقاعدة القانونية المكملة؟

مقالة منفصلة أقسام القانون والفرق بين القانون العام والخاص وفروعهما

فروع القانون العام

ينقسم القانون العام إلى قانون عام خارجي، حيث تدخل الدولة باعتبارها صاحبة سيادة في علاقات مع غيرها من الدول أو المنظمات الدولية كهيئة الأمم المتحدة، وقانون عام داخلي حيث تدخل الدولة باعتبارها سلطة ذات سيادة في علاقات مع الأشخاص الطبيعيين أو الأشخاص المعنوية الخاصة.

ويشتمل القانون العام في ضوء ما سبق على خمسة فروع هي :

  • القانون الدولي العام.
  • القانون الدستوري.
  • القانون الإداري.
  • القانون المالي.
  • القانون الجنائي.

مقالة منفصلة تعريف القانون العام وفروع القانون العام بالتفصيل

فروع القانون الخاص

قدمنا أن القانون الخاص هو مجموعة القواعد التي تنظم العلاقات بين الأفراد أو بينهم وبين الدولة باعتبارها شخصا عاديا لا باعتبارها سلطة ذات سيادة.

والقانون الخاص، في ضوء التعريف السابق، يشتمل على ثمانية فروع أساسية هي:

  • القانون المدني.
  • القانون التجاري.
  • القانون البحري.
  • القانون الجوي.
  • القانون الزراعي.
  • قانون العمل.
  • قانون المرافعات المدنية والتجارية.
  • القانون الدولي الخاص.

مقالة منفصلة تعريف القانون الخاص وفروع القانون الخاص بالتفصيل

مصادر القانون

المصادر الأصلية للقانون

1. التشريع .

2. مبادئ الشريعة الإسلامية . بالنسبة لمسائل الأحوال الشخصية فقط.

المصادر الاحتياطية للقانون

1. العرف .

2. مبادئ الشريعة الإسلامية .

3. مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة .

مقالة منفصلة مصادر القانون-المصادر المادية والتاريخية والرسمية للقانون

تعريف التشريع

يقصد بالتشريع سن القواعد القانونية وإخراجها مكتوبة، بألفاظ محددة، بواسطة السلطة التي يمنحها الدستور الاختصاص بذلك، وفي هذا المعنى يقال مثلاً أن مجلس النواب هو السلطة التي تتولى عملية التشريع. كذلك يفيد لفظ ” التشريع ” معنى غير ما سبق، إذ هو يطلق على ذات القاعدة القانونية التي تسنها السلطة المختصة، وفي هذا المعنى يقال مثلاً التشريع الضريبي و التشريع الجمركي وتشريع العمل.
ويستفاد مما تقدم أن مصطلح “التشريع” ينصرف إلى عملية وضع القانون في صورة مكتوبة، كما ينصرف إلى القواعد القانونية ذاتها التي يتم وضعها بموجب هذه العملية، فهو المصدر والنتيجة في ذات الوقت.

وبتعريفنا للتشريع والقانون تستطيع الان معرفة الفرق بين القانون والتشريع.

مقالة منفصلة ما هو التشريع؟ – تعريف التشريع وبيان مزاياه وعيوبه

وسنكتفي بتعريف التشريع في مصادر القانون حتى لا تكون هذه المقالة طويلة جداً، وأنصحك بالاطلاع على المقالات المنفصلة باللون الأزرق في الأعلى لمزيد من المعلومات بشكل مفصل.

القانون والحق – الفرق بين القانون والحقوق

وإذا كنا قد انتهينا إلى أن القانون هو مجموعة القواعد التي تحكم سلوك الأفراد في المجتمع، وأن هدفه الأساسي هو حفظ النظام والأمن حتى لا تعم الفوضى ويسود الاضطراب، فإنه في سبيل تحقيق ذلك يقوم بتحديد الحقوق والواجبات المقررة لكل فرد حتى يعلم مقدمأ ما يترتب على أعماله من نتائج، وبالتالي يسود الاستقرار والطمأنينة في المجتمع .

وهكذا، فإن تقرير الحقوق وفرض الواجبات هي وسيلة القانون الفعالة التي يستطيع من خلالها أن يحكم سلوك الأفراد.

فعلى سبيل المثال، القاعدة التي تنص على أن :

“لمالك الشيء وحده في حدود القانون حق استعماله واستغلاله والتصرف فيه”

تعطي لمالك الشيء الحق في الاستئثار منفرداً بمزايا ملكيته، كما تمنع الآخرين في ذات الوقت من المساس بهذه الملكية، بحيث يتعين عليهم جميعا أن يحترموا هذا الحق.

كذلك فإن القاعدة التي تنص على أن :

“العقد شريعة المتعاقدين، فلا يجوز نقضه ولا تعديله إلا باتفاق الطرفين، أو للأسباب التي يقررها القانون”
تعطي للدائن الحق في مطالبة مدينة بتنفيذ ما تعهد به بموجب العقد كتشييد بناء او تسليم سيارة او توريد سلعة معينة…إلخ.

وعلى ضوء ما سبق، تظهر العلاقة الوثيقة التي تربط بين القانون والحق. فالقانون هو الذي يبين الحقوق ويفرض على كافة الأفراد واجب احترامها وعدم المساس بها، في حين لا وجود للحقوق إلا استنادا إلى قواعد القانون، فكلاهما يكمل الآخر ولا يستطيع الاستغناء عنه.

فى النهاية اخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.