تنفيذ الاستراتيجية: ما هي،أهميتها، مراحلها، مدونة الجنيه المميز

تنفيذ الاستراتيجية: ما هي،أهميتها، مراحلها، مدونة الجنيه المميز

من المعتاد أن تقوم المنظمات بتنفيذ استراتيجيات مختلفة لتحقيق أهداف عمل محددة قصيرة وطويلة الأجل. وتتيح هذه الاستراتيجيات للمنظمات إمكانية استخدام الموارد المتاحة، وإدخال تقنيات جديدة وتنفيذ العمليات التي يمكن أن تمنحهم ميزة في سوق تنافسية. فمن خلال فهم ضرورة تنفيذ الاستراتيجيات، يمكنك تطوير وتنفيذ استراتيجية بشكل فعال. في هذه المقالة، نوضح”ما هي تنفيذ الاستراتيجية؟”، ونوضح أهميتها، ونشارك مراحل تنفيذ الاستراتيجية، ونقدم النصائح وأيضًا قائمة بأسباب فشل تنفيذ الاستراتيجية.

تعريف الإدارة الاستراتيجية

الإدارة الاستراتيجية Strategic Management هي مجموعة التصرفات والقرارات التى تعمل على إيجاد استراتيجيات فعالة لتحقيق أهداف المنظمة، ورغم أن هذا التعريف يميل أكثر إلى العمومية والتوصيف لطبيعة العمل الاستراتيجي الإداري، فإن هناك من عرّف إدارة الاستراتيجية من منطلق الأدوار والمراحل الضرورية لإتمامها، ومن هؤلاء (Fred R David) فريد داوود الذي عرفها بقوله: “فن وعلم صياغة، وتطبيق، وتقويم التصرفات والأعمال التي من شأنها أن تمكن المنظمة من وضع أهدافها موضع التنفيذ”.

ومن خلال ذلك يتضح أن هناك ثلاث مراحل أساسية لإتمام عملية إدارة الاستراتيجية وهي:-

أ. صياغة الاستراتيجية: Strategy Formulation
ب. تطبيق الاستراتيجية: Strategy Implementation (موضوع هذه المقالة)
ج. تقويم الاستراتيجية: Strategy Evaluation

مقالة ذات صلة: الإدارة الإستراتيجية: التعريف، الأهمية، الأهداف، المراحل، التطور

ما هي صياغة الاستراتيجية؟

صياغة الإستراتيجية strategy formulation هي عملية اختيار مسار العمل الأنسب لتحقيق الأهداف والغايات التنظيمية وبالتالي تحقيق الرؤية التنظيمية، وتعرف ايضاً صياغة الاستراتيجية بأنها هي عملية تحديد الأهداف وتحديد الخطة التنفيذية المناسبة لتحقيق تلك الأهداف. وتستخدم المنظمة صياغة الإستراتيجية للتخطيط للنجاح وإدخال تحسينات على استراتيجيات مكان العمل حسب الحاجة. وصياغة الإستراتيجية ضرورية لتحقيق وقياس إمكانية تحقيق الأهداف. وبعد إنشاء الاستراتيجيات، تقوم المنظمة عادةً بتعليم موظفيها حتى يعرفوا غرض المنظمة وأهدافها وغاياتها.

مقالة ذات صلة: صياغة الاستراتيجية: ما هي، مراحلها، الأساليب التحليلية، أثر النواحي السياسية

ما هي تنفيذ الاستراتيجية؟

تعرف تنفيذ الاستراتيجية strategy implementation بأنها :

أهمية تنفيذ الاستراتيجية؟

يعد تنفيذ الاستراتيجية أمرًا مهمًا لأنه يمكّنك من تحقيق النتائج المرجوة من خلال اتخاذ إجراءات محددة بناءً على متطلبات المنظمة. فمن خلال تحقيق أهداف المنظمة ، فإن تنفيذ الاستراتيجية يبرر المال والوقت والجهود والموارد التي استثمرتها في صياغة الاستراتيجيات. ويتيح لك التقييم على المستوى العملي ما إذا كانت الإستراتيجية التي تم صياغتها مناسبة وما إذا كان بإمكانها مساعدتك في الوصول إلى الأهداف المخطط لها. ويتيح لك تنفيذ الاستراتيجية أيضًا تحديد أي أخطاء أو مشكلات في الخطة الإستراتيجية واتخاذ الإجراءات التصحيحية. ويمكنك أيضًا في كثير من الأحيان تحديد مدى كفاءة إدارة المنظمة من خلال التنفيذ الناجح للاستراتيجية.

مقالة ذات صلة: التخطيط الاستراتيجي: تعريفه، فوائده، أهدافه، خطواته، معوقاته

إرشادات عامة لنجاح تطبيق الإستراتيجية

قبل الدخول فى تفاصيل عملية تطبيق الاستراتيجية، نود الإشارة إلى بعض الإرشادات العامة، والتي تعمل على تحقيق أكبر دعم للتطبيق الناجح للاستراتيجية، والتي نوجزها فيما يلى:

عوامل نجاح تنفيذ الاستراتيجية

مراحل تنفيذ الاستراتيجية

تتطلب تنفيذ الاستراتيجية الربط بين ما يجب أن تصل إليه والأسلوب الذي ينبغي أن تتبعه للوصول إلى ذلك الهدف. ولكي تستطيع المنظمة أن تقوم بتنفيذ الاستراتيجيات فإنها تحتاج إلى ما يلي:-

1. تحديد الأهداف التفصيلية (التشغيلية)

لقد سبق لنا أن تعرضنا فى مقالة سابقة للأهداف الاستراتيجية طويلة الأجل ، والتى تعتبر بمثابة موجه أساسى عام لتحديد الاستراتيجية العامة على مستوى المنظمة ومستوى النشاط، إلا أنها لا تفيد كثيرا فى توجيه وقيادة الاستراتيجيات التنفيذية والأنشطة اللازمة لتطبيق الاستراتيجيات الأساسية.

ومن هنا فإن تحديد أهداف تشغيلية قصيرة الأجل تنبع من الأهداف الاستراتيجية، يعتبر من الخطوات المهمة لتطبيق الاستراتيجية.وتعتبر مثل هذه الأهداف هى التعبير العملى الدقيق لمساهمة الإدارات الفرعية فى تطبيق الاستراتيجية الأساسية، ومن هنا كان من الضرورى مراعاة دقة وحسن تحديدها وصياغتها، بما ينعكس على نجاح عملية التطبيق الاستراتيجية.

وحتى تكون مساهمة الأهداف التشغيلية في نجاح تطبيق الاستراتيجية فعالة وحقيقية، يجب أن يتوافر لها العديد من المواصفات، والتى نذكر منها ما يلي:

مقالة ذات صلة: الأهداف التشغيلية: ما هي، فوائدها، كيفية إنشائها، أمثلة عليها

2. صياغة السياسات

تشير السياسات إلى الخطوات العامة المحددة والطرق والإجراءات والقواعد والأشكال والتطبيقات التي تعد لتوجيه العمل والنشاط بما يساعد على تحقيق الأهداف الموضوعة. وتساعد السياسات المديرين والعاملين في التعرف على ما هو مطلوب منهم. وتمثل أسس الرقابة الإدارية وتسمح بالتنسيق والتعاون بين الوحدات التنظيمية وتخفض من الزمن والوقت الذي يقضيه المديرين في اتخاذ القرارات. وحتى تكون السياسات جيدة” يجب أن تتصف:

مقالة ذات صلة: السياسات الإدارية: تعريفها ومواصفاتها وفوائدها وصياغتها وأمثلة عليها

3. تحليل وإدارة الهيكل التنظيمي

يعد الهيكل التنظيمي تابعاً للاستراتيجية لأن الهياكل ساكنة نسبيا، أي تتسم بالثبات والمرونة، بينما الاستراتيجية متحركة فعليا ومتغيرة باتجاه المستقبل. وبالتالي يجب أن يكون هناك توافق و تكامل بنيوي بين الهياكل والاستراتيجية، باعتبار أن الهيكل المصمم هو بمثابة المجال الحركي الحيوي الذي يجري من خلال تنفيذ الاستراتيجية في المنظمة. وفي دراسة أجراها ألفريد تشاندلر في كتابه:” الاستراتيجية والهيكل” أكد أنه من الضروري أن يتبع الهيكل التنظيمي للاستراتيجية التي تتبناها الإدارة العليا، لأن بعض الهياكل تناسب استراتيجيات معينة ولا تناسب كل الاستراتيجيات.

ويجب الأخذ بعين الاعتبار الهياكل التنظيمية الرسمية وغير الرسمية، وتضم الهياكل التنظيمية الرسمية العلاقات والوظائف والمسؤوليات والصلاحيات كما خططتها الإدارة، أما الهياكل التنظيمية غير الرسمية فتضم العلاقات بين الأفراد التي تنشأ على أساس غير رسمي، وقد يكون الهيكل التنظيمي غير الرسمي أداة لنجاح تنفيذ الاستراتيجية.

وحتى يتوافق تصميم الهيكل مع الاستراتيجية يتطلب:-

ويتم اختيار أي هيكل تنظيمي جديد وفقاً لعاملين:

أما أبعاد الهيكل التنظيمي فتتمثل بالمركزية أو اللامركزية، و المستويات الإدارية ، و نطاق الإشراف ، و درجة المشاركة في القرار ، ومستوى الرسمية وغير الرسمية، وجميعها تؤخذ بعين الاعتبار عند اختيار الهيكل التنظيمي-فمثلأ : قد تستهدف الاستراتيجية تخفيضا في النفقات، ما يتطلب إجراء تغييرات على الهيكل الموجود ذلك من خلال تخفيض عدد من الوظائف وإعادة النظر بنطاق الإشراف وتقليل المصروفات الإدارية، أو من الممكن أن تهدف الاستراتيجية إلى زيادة الربحية من خلال التوسع في خط المنتجات ما يتطلب إضافة وظائف جديدة تحقق الهدف

مقالة ذات صلة: الهيكل التنظيمي: التعريف، الأهمية، الأنواع، مراحل إعداده

4. تخصيص الموارد

تظهر أهمية تخصيص الموارد فى أنه إذا تم التخصيص بشكل غير مناسب، فإنه من الصعوبة بمكان إنجاز إجراء تصحيحي؛ وذلك لأنه بمجرد تخصيص الموارد وتوزيعها على المجالات المختلفة يتم فقدها، كلها أو بعضها، ويصعب بعد ذلك استعادتها كما هى. ولذلك يجب عند تخصيص الموارد أن يتم ربطها بالأهداف المحددة حسب أولوية كل منها، وفى ضوء السياسة العامة التي تحكمها. ويمكن تصنيف الموارد التي يمكن استخدامها لتحقيق الأهداف المرغوبة فى أية منظمة إلى أربعة أنواع على الأقل، وهي:

  • موارد مالية.
  • موارد مادية.
  • موارد بشرية.
  • موارد تكنولوجية ومعرفية.
  • ولا يجب أن يتطرق إلى الذهن أنه بمجرد تخصيص الموارد فإن تطبيق الاستراتيجية سوف يتحقيق بصورة تلقائية، فإن الأمر يظل فى حاجة إلى هيكل تنظيمى مناسب لتطبيق الاستراتيجية، بالإضافة إلى ضرورة ملائمة الأسلوب الإدارى للاستراتيجية المختارة.

    مقالة ذات صلة: تخصيص الموارد – التخصيص الأمثل للموارد لأى منظمة

    5. التوجيه والقيادة

    إن التنفيذ الجيد للاستراتيجية يتوقف – بعد التوصل إلى توفير كل ما سبق من جهد وخطوات – على دور عملية التوجيه و القيادة فى توفير القدر المناسب من التحفيز ، والرغبة لدى الأفراد حتى يتصرفوا بالأسلوب والطريقة المرغوبة. فالمدير الاستراتيجي الفعال هو الذي يحسن فن التفويض للسلطات ، ويجيد عملية التنسيق بين الجهود المختلفة لتحقيق الهدف الاستراتيجي، ويحسن استثارة الهمم واستنفار الطاقات البشرية لتحقيق المزيد من الإبداع، والابتكار، والإتقان فى تطبيق الاستراتيجية.

    فإن مجرد توظيف أفراد على درجة عالية من الكفاءة لا يضمن وحدة اتجاه المنظمة نحو التطبيق الفعال لاستراتيجياتها، وإنما يتطلب الأمر نظاما جيدا للتوجيه يقوم على الشورى والتحفيز، والتدريب المستمر، وزيادة دافعية الأفراد للانجاز، وتوفير مناخ عام مساعد على الابتكار والإنجاز، ولعل أسلوب الإدارة بالأهداف من الأساليب الجيدة لتحقيق ذلك.

    من الذي يطبق الاستراتيجية؟

    قد يقوم بتطبيق الاستراتيجية نفس الأشخاص الذين قاموا بصياغتها، وقد يختلف القائمون بالتطبيق عن الأفراد الذين قاموا بصياغتها، ويتوقف ذلك على حجم المنشأة وطريقة تنظيمها.

    ففي جميع المنشآت الكبيرة يقوم بالتنفيذ جميع العاملين ما عدا أعضاء مجلس الإدارة وأفراد الإدارة العليا، حيث يقوم نواب رئيس المسئولون عن القطاعات المختلفة ومديرو الوحدات الاستراتيجية مع مساعديهم بوضع خطة شاملة للتطبيق، ثم يقوم مديرو المصانع والمشروعات ورؤساء الوحدات، بناء على هذه الخطط، بوضع خطط تفصيلية لمصانعهم أو إداراتهم أو وحداتهم، ثم يشارك نتيجة لذلك كل مدير تنفيذي، حتى مشرفو الصف الأول بشكل أو بآخر، في تطبيق الاستراتيجية، في ضوء المستوى الذي يناسب كلا منهم.

    وتذكر بأن من المهم بمكان مراعاة مبدأ المشاركة، أي يتم مشاركة القائمين بالتنفيذ بدور واضح في عملية صياغة الاستراتيجية؛ حتى يكون لديهم المعلومات الكافية أثناء التنفيذ.

    وفي الوقت نفسه يعطون تدقيقاً عملياً مناسبا من المعلومات أثناء الصياغة، يجعل الخطة الاستراتيجية أكثر واقعية ومراعاة لظروف العمل الفعلية، وكذلك لضمان توفير أكبر قدر من الدافعية لدى العاملين لتنفيذ وإنجاز عملية التطبيق، والالتزام بنجاحها، والشعور الداخلي بالمسئولية.

    ومع ذلك، فإن المستويات الإدارىة التنفيذية قد تقوم بعرقلة تنفيذ الاستراتيجية ومقاومة تطبيقها إذا أدركت أنها تعارض مع ما تؤمن به من قيم، أو مع ما تهتم به من مصالح، حتى إن كان هذا الإدراك مجرد وهم، وكان ما تقوم به الإدارة العليا هو عين المصلحة؛ فإن طبائع الأمور والنفوس إنما جبلت على مقاومة الشيء الذي يفرض عليها من غيرها!

    ولذلك فإنه من المفيد أن يعتبر المدير الاستراتيجي:

    أن عملية إدارة الاستراتيجية عملية تغييرية، تحتاج إلى جهد تغييري واضح؛ حتى يتجنب أي مقاومة يمكن أن تعرقل وتفسد كل ما بذل من جهد في صياغة الاستراتيجية أو الإعداد لتنفيذها. ولقد عرضنا لمقالتين تمثلان ما يمكن أن يتبعه المدير في تحويل الفكر الاستراتيجي إلى تطبيق وسلوك عملي.

    مقالة منفصلة: إدارة التغيير: التعريف، الأهمية، المراحل، المبادئ، الخطوات، أمثلة عليها

    مقالة منفصلة نموذج كيرت لوين لإدارة التغيير: ما هو، اهميته، خطوات تطبيقه

    مشكلات تنفيذ الاستراتيجية

    تواجه الإدارة مشاكل كثيرة أثناء تنفيذ الاستراتيجية، وهنا على الإدارة إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجه عمليات التنفيذ، ومن هذه المشاكل:-

    أسباب فشل تنفيذ الاستراتيجية

    قد لا تتم عملية تنفيذ الاستراتيجية بالشكل المرغوب الذي يجب أن تكون عليه أو كما تتمناها إدارة المنظمة لسبب أو أكثر من الأسباب الآتية:-

  • عدم وضوح الرؤية والخطط المقررة عند أعضاء الإدارة بالشكل الصحيح.
  • عدم التحديد الدقيق والواضح للأهداف الاستراتيجية.
  • عدم التوافق بين فريق الإدارة العليا.حول الرؤية والأهداف الاستراتيجية.
  • ضعف الإدارة في توجيه المستويات التنفيذية وإيصال المعلومات عن عمليات الخطط الاستراتيجية.
  • عدم وجود تغذية عكسية للأداء المتحقق، وهذا ما يحرم الإدارة من امتلاك المعلومات من المتابعة وتصحيح الانحراف.
  • فشل العمليات الإدارية في تقديم الدعم والمساندة لأنشطة عمليات تنفيذ الاستراتيجية.
  • تخصيص غير ملائم للموارد على أنشطة التنفيذ.
  • نموذج ماكينزي لتنفيذ الاستراتيجية

    قامت شركة ماكينزي Mackinsey للاستشارات بإعداد رسم شبكي للأنشطة التنظيمية التي يجب تحقيق التكامل بيتها حتى نستطيع تحقيق الأهداف المقررة” في استراتيجية المنظمة.
    وأطلق على هذا النموذج بسباعي الأبعاد S7، لذلك إذا ظهرت مشكلة خلال عملية التطبيق فهدا يعني تقصا في التوافق بين الاستراتيجية، وبين أحد عناصر هذا النموذج. ويوضح الشكل التالي نموذج ماكينزي.

    نموذج ماكينزي McKinsey 7-S

    وفيما يلي شرح لمكونات نموذج ماكينزي :

    مقالة ذات صلة: نموذج ماكينزي: ما هو، عناصره، كيفية استخدامه، مميزاته وعيوبه، مثال عليه

    فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.